
من السويداء
في تطور لافت، دخلت الولايات المتحدة رسميًا على خط الأزمة المشتعلة في محافظة السويداء جنوب سوريا، حيث دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى وقف فوري للقتال ومحاسبة المتورطين في المجازر التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الأخيرة، مؤكدًا أن على دمشق الحفاظ على فرصة قيام “سوريا موحدة”.
دعوة أميركية للتحقيق ومحاسبة المتورطين
وفي تغريدة على منصة X فجر الأحد، شدد روبيو على ضرورة وقف القتال بين الجماعات الدرزية والعشائر البدوية، مؤكداً أن بلاده كانت على تواصل مع إسرائيل والأردن ودمشق لمتابعة تطورات الوضع في الجنوب السوري. كما أشار إلى أهمية محاسبة المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت خلال الاشتباكات الأخيرة.
اتفاق هشّ وهدنة تحت الاختبار
تزامن الموقف الأميركي مع إعلان وزارة الداخلية السورية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بعد انتشار قوات الأمن في المناطق الشمالية والغربية من محافظة السويداء، وتأكيدها إخلاء المدينة من مقاتلي العشائر، ضمن التفاهمات التي تم التوصل إليها بجهود أمنية وسياسية مشتركة.
كما أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية إخراج مقاتليه التزاماً بتعليمات الرئاسة السورية، فيما أرسلت وزارة الصحة قافلة طبية عاجلة إلى السويداء تضم 20 سيارة إسعاف وفرقًا طبية مختصة.
بنود الاتفاق: فض الاشتباك وفتح المعابر
بحسب مصدر رسمي، شملت بنود الاتفاق:
- انتشار قوات الأمن الداخلي في ريف السويداء الشمالي والغربي.
- تمركز القوات الأمنية على الطرق الرئيسية فقط.
- فتح معابر إنسانية بين درعا والسويداء لإجلاء المصابين والمدنيين.
- الإفراج عن المحتجزين من أبناء العشائر البدوية.
إسرائيل تدخل على الخط وتقصف دمشق
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر منذ منتصف يوليو، حيث اندلعت مواجهات بين مقاتلين دروز ومسلحين من العشائر البدوية. وبدخول قوات الأمن السوري إلى السويداء في 15 يوليو، ردّت إسرائيل سريعًا بقصف مواقع عسكرية سورية في العاصمة دمشق ومحيط السويداء، في تصعيد خطير كاد أن يفجّر المنطقة.
الرئاسة السورية تحذر من خرق الهدنة
وأعلنت الرئاسة السورية، مساء السبت، وقفًا شاملاً لإطلاق النار محذّرة من أن أي خرق سيُعتبر انتهاكًا مباشرًا للسيادة. جاء ذلك بعد إعلان المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس برّاك، التوصل إلى تفاهم أميركي-إسرائيلي-سوري بشأن وقف القتال.
هل تنجح التهدئة أم ينهار الجنوب مجددًا؟
رغم مؤشرات التهدئة، إلا أن المخاوف من انهيار الاتفاق تبقى قائمة، في ظل التوترات المتراكمة بين الدروز والبدو، وضعف السيطرة المركزية على بعض الفصائل، وتورط أطراف إقليمية في إشعال فتيل النزاع.
لندن – اليوم ميديا