
في تحقيق استثنائي، كشف الصحفي ماتيو مايارد من صحيفة جون أفريك عن دخول سري إلى قناة تيليجرام السرية التابعة لمجموعة مرتزقة فاغنر الروسية، والتي عرضت خلالها مشاهد عنف رهيبة وجرائم حرب في أفريقيا، وسط تزامن مع نشر التحقيق وإغلاق القناة بشكل مفاجئ.
دخول سري لقناة تيليجرام السرية لـ”مرتزقة فاغنر”
استخدم الصحفي ماتيو مايارد احتياطات تقنية مشددة لدخول قناة تيليجرام الخاصة والسرية لمجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية دون أن يُكشف أمره، حيث دفع رسومًا مالية للدخول، واعتمد على هوية وهمية مجهولة عبر رقم هاتف مؤقت وشبكة VPN، في ظل مخاوف من هجمات إلكترونية روسية معروفة تستهدف الصحفيين والمحققين.
مشاهد عنف غير مسبوقة توازي فظاعات داعش
عند دخوله القناة، ظهرت أمامه مشاهد بشعة تعكس مدى وحشية جرائم المرتزقة، تشمل التعذيب والإعدامات المروعة وتشويه الجثث. وأكد مايارد أن المشاهد التي شاهدهت على القناة لا تقل وحشية عن تلك التي وثقها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بل إن فظاعات فاغنر تضمنت عمليات إعدام وتعذيب النساء والأطفال، ما يجعلها من أكثر المشاهد رعبًا في النزاعات الحديثة.

الهجوم على شمال مالي: مدنيون أبرياء تحت نيران فاغنر
توثق الصور التي عرضتها القناة الهجوم الدامي على شاحنتي بيك أب في شمال مالي في فبراير 2025، والتي استهدفت مدنيين وعُزّل، منهم ضيوف حفل زفاف وأطفال. وأكدت الوثائق التي جمعها الصحفي أن هذه المجازر لم تكن “أخطاء عسكرية” كما وصفتها القوات المالية، بل جرائم حرب مقصودة وموثقة بالأدلة التي قدمتها القناة السرية.
“غرفة فاغنر الحمراء”: تحقيق يكشف أسرار جرائم الحرب الروسية على تيليجرام
بعد أربعة أشهر من جمع الأدلة، قامت صحيفة جون أفريك بإغلاق القناة التي كانت تنشر هذه المشاهد البشعة، وذلك في اليوم التالي لنشر التحقيق، لتفتح الباب أمام منظمات حقوق الإنسان لاستخدام هذه الأدلة في قضايا قانونية دولية مستقبلاً.
دور الصحافة في مواجهة العنف: وسيلة انتصاف رغم العجز عن المنع
يقول مايارد إن الصحافة في مثل هذه الحالات لا تستطيع منع العنف أو إنقاذ الأرواح، لكنها تلعب دورًا حاسمًا في توثيق الجرائم ومساءلة مرتكبيها أمام القضاء الدولي، لتصبح الأرشيف الرقمي الذي يعتمد عليه الباحثون والمنظمات الحقوقية في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب.
لندن – اليوم ميديا