
من الصين
تشهد المنافسة التكنولوجية العالمية تصاعدًا ملحوظًا بين الصين والولايات المتحدة، حيث تتقدم الصين بشكل لافت في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة. فما هي أسباب تفوق الصين؟ وهل تستطيع الولايات المتحدة اللحاق بها مجددًا؟
الصين تقود في 57 تقنية رئيسية مقابل 7 فقط لأمريكا
كشف تقرير معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي أن الصين تقدمت في 57 من أصل 64 تقنية متقدمة، متفوقة على الولايات المتحدة التي تصدرت فقط 7 تقنيات. تشمل هذه المجالات الذكاء الاصطناعي، صناعة السيارات الكهربائية، الطائرات بدون طيار، والرقائق الشمسية، مما يعكس تحولًا حاسمًا في موازين القوة التقنية.
الفجوة في الرقائق الدقيقة تتناقص بسرعة
بينما تحتفظ الولايات المتحدة وحلفاؤها، بمن فيهم تايوان، بالتفوق الضيق في مجال الرقائق الدقيقة، يرى خبراء الصناعة أن الصين تقترب بسرعة من سد الفجوة. محللون مثل باتريك مورهيد يؤكدون أن الصين ستصل قريبًا إلى القدرة على منافسة عمالقة صناعة الرقائق مثل “تي إس إم سي” و”إنتل”.
الصين تركز على التطبيقات العملية والاعتماد على السوق المحلية الضخمة
تتبنى الصين استراتيجية فريدة تركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية في المصانع والخدمات الاستهلاكية، بدلاً من التركيز فقط على النماذج النظرية كما في الولايات المتحدة. بفضل سوقها المحلية الضخمة، تستطيع الصين دعم الشركات الناشئة داخليًا قبل التوسع عالميًا.
دعم حكومي هائل للاستقلال التكنولوجي
تواصل الحكومة الصينية ضخ استثمارات ضخمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، الرقائق، مراكز البيانات والطاقة، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، وتقليل الاعتماد على الواردات من الخارج.
التعليم العالي في الصين يتفوق.. وأمريكا تواجه تحديات
تستثمر الصين في جامعات رائدة مثل جامعة تشجيانغ، التي باتت مركزًا للابتكار يشبه وادي السيليكون. بالمقابل، تواجه الولايات المتحدة تحديات في جذب المواهب الأجنبية بسبب سياسات صارمة وتوترات أيديولوجية، ما يؤثر على استدامة ريادتها التكنولوجية.
دور المهاجرين في نجاحات التكنولوجيا الأمريكية
شهدت الولايات المتحدة نجاحات كبيرة بفضل المواهب الأجنبية، حيث أن العديد من أكبر شركات التكنولوجيا العالمية تأسست بواسطة مهاجرين أو طلاب دوليين. ما يطرح تساؤلات حول تأثير القيود الحالية على مستقبل الابتكار الأمريكي.
خاتمة
بينما تتقدم الصين بثبات نحو الهيمنة التقنية، تواجه الولايات المتحدة تحديات داخلية تهدد موقعها القيادي. السباق العالمي على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل قد يحدد ملامح القوة الاقتصادية والسياسية في العقود القادمة.
لندن – اليوم ميديا