بريكنغ ديفينس: واشنطن تسعى لشراء جزر بوتين الاستراتيجية!

في خطوة مثيرة للجدل تفتح أبواب الجدل الجيوسياسي، كشف تقرير نشرته نشرة “بريكنغ ديفينس” الدفاعية الأميركية، عن أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية شراء جزر كوماندر التابعة لروسيا، وهي مجموعة جزر تقع في أقصى شرق البلاد وتتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية في شمال المحيط الهادئ.

الضابط الأميركي فريتز يطلق الفكرة من إستونيا

صاحب المقترح هو المقدم جيفري فريتز، الضابط في الجيش الأميركي العامل في إستونيا ضمن قيادة أمن الجيش الأميركي، حيث اقترح في مقالٍ تحليلي أن الولايات المتحدة قد تستفيد بشكل كبير من شراء هذه الجزر لاستخدامها كقاعدة متقدمة لرصد تحركات الغواصات الصينية في طريقها نحو القطب الشمالي.

وكتب فريتز:

“من المناسب للولايات المتحدة استخدام جزر كوماندر كموقع استراتيجي لتتبع نشاط الغواصات الصينية. المنطقة تمثل ممرًا بالغ الأهمية لنفوذ بكين البحري شمالاً”.

روسيا ترد: “كوماندر ليست للبيع وموقعها يمس أمننا القومي”

وفي المقابل، ردّ الخبير العسكري الروسي، العقيد البحري فاسيلي دانديكين، بحدة على هذه التصريحات، مؤكدًا أن الحديث عن بيع جزر روسية للولايات المتحدة هو “أمر غير مقبول تمامًا”، مشيرًا إلى أن:

  • الأرخبيل مأهول بالسكان ويقطنه أكثر من 600 نسمة من الروس والأليوتيين.
  • الجزر مصنفة ضمن المحميات البيئية التابعة لليونسكو.
  • تُعد موطنًا نادرًا لثدييات بحرية مثل ثعالب البحر، ومستعمرات ضخمة للطيور المهاجرة.
  • موقعها الاستراتيجي يجعلها أحد مفاتيح النفوذ الروسي في شمال المحيط الهادئ.

“الأميركيون يخشون غواصاتنا وليس الصين”

وأضاف دانديكين بأن مزاعم الولايات المتحدة بشأن مراقبة غواصات الصين مجرد غطاء إعلامي، قائلًا:

“الولايات المتحدة لا تخشى الغواصات الصينية بقدر ما تخشى غواصاتنا النووية من الجيل الرابع المتمركزة في قاعدة فيليوتشينسك، والتي تسميها الناتو ‘عش الدبابير’.”

وتابع:

“مع كامل الاحترام للصين، لا يزال أسطولها من الغواصات بعيدًا عن جودة وقوة الأساطيل الروسية والأميركية. السفن السطحية الصينية تطورت، لكن تكنولوجيا الغواصات النووية ما زالت في مراحلها الأولى“.

هل نحن أمام صراع نفوذ جديد في شمال المحيط الهادئ؟

يثير هذا المقترح الأميركي الشكوك حول نية واشنطن التوسع الجيوعسكري في مناطق النفوذ الروسية الحساسة، لا سيما في وقتٍ تشهد فيه العلاقات الروسية ـ الأميركية توترًا غير مسبوق بسبب ملفات أوكرانيا، القطب الشمالي، والسباق العسكري في الفضاء وأعماق المحيطات.

وإذا ما واصلت الولايات المتحدة الضغط أو حتى التلميح بخطط لشراء أراضٍ روسية، فقد تدخل موسكو وواشنطن في مرحلة تصعيد باردة جديدة، تُعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة ولكن بأسلحة تكنولوجية واستراتيجية محدثة.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى