اليمن يشتعل غضبًا.. عدن وحضرموت تنتفضان على “كهرباء الموت”!

في ظل حرارة صيفٍ خانقة وانهيار شبه تام للبنية التحتية، تشهد المحافظات الساحلية الجنوبية في اليمن، وفي مقدمتها عدن وحضرموت، موجة غير مسبوقة من الغضب الشعبي بسبب تفاقم أزمة الكهرباء. الأزمة المستمرة منذ سنوات دون حلول ملموسة تسببت في تصعيد الاحتجاجات الشعبية وتهديدات بانفجار اجتماعي واسع.
عدن تغلي: احتجاجات في المنصورة وإغلاق للشوارع
تشهد عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، حالة من الغليان الشعبي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميًا. مساء الأربعاء، اندلعت احتجاجات غاضبة في مديرية المنصورة، حيث أقدم المتظاهرون على إغلاق الطرق الرئيسية، وإشعال الإطارات، مما شلّ حركة المرور في عدد من الأحياء الحيوية.
المحتجون أطلقوا هتافات تطالب بتحسين الخدمات الأساسية، لا سيما الكهرباء، في ظل صمت الجهات الرسمية. اللافت أن التظاهرات لم تقتصر على الرجال، بل شاركت فيها نساء يطالبن بتوفير الكهرباء والماء ودفع الرواتب، مع تحميل الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية التدهور المعيشي.
حضرموت تحت الظلام.. انهيار وشيك للكهرباء
الوضع في حضرموت لا يقل سوءًا، حيث شهدت مدن المكلا والشحر وبلدات أخرى احتجاجات متصاعدة، شملت قطعًا للطرقات وإغلاقًا للمحال التجارية. جاءت هذه التحركات عقب إعلان مؤسسة الكهرباء عن قرب توقف محطات التوليد بسبب نفاد الوقود، ما أدى إلى غرق أجزاء واسعة من ساحل حضرموت في ظلام دامس.
مصادر محلية أكدت أن الحياة الاقتصادية والخدمية تشهد شللاً شبه تام، وسط غياب أي بوادر حكومية لحلول عاجلة. السكان عبّروا عن سخطهم من التهميش رغم الثروات التي تمتلكها المحافظة من موارد نفطية وزراعية.
الكهرباء: أزمة متجذرة تفاقم الاحتقان الشعبي
تشكل أزمة الكهرباء نقطة ارتكاز في معاناة المواطنين في المناطق الساحلية، حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات قياسية خلال الصيف. ويقول سكان عدن إن فترات الانقطاع تمتد أحيانًا إلى 18 ساعة يوميًا، مما يهدد حياة المرضى، ويشل القطاعات الصحية والتعليمية والخدمية.
وتعتمد كل من عدن وحضرموت على الوقود المستورد لتشغيل محطات الكهرباء، ومع تأخر الإمدادات أو توقفها، تنهار المنظومة كليًا، لتتحول معاناة المواطنين إلى أزمة إنسانية خانقة.
فراغ سياسي وتبادل اتهامات يزيد الوضع تعقيدًا
في ظل هذه المعطيات، تعاني المحافظات الساحلية من فراغ مؤسسي واضح، حيث لا تلوح في الأفق بوادر لوجود سلطة مركزية قادرة على فرض الاستقرار وتلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين. وبينما تتبادل الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الاتهامات بالتقصير والتخلي عن المسؤوليات، تتآكل الثقة الشعبية بسرعة.
مراقبون حذروا من أن هذه التحركات الشعبية قد تتحول إلى انتفاضة عارمة إذا استمرت الأطراف السياسية في تجاهل المطالب الشعبية، ما يهدد بانفجار اجتماعي قد يتجاوز شكل الاحتجاجات السلمية إلى موجات غضب أوسع وأكثر عنفًا.
عدن – تقرير خاص لـToday Media – نادر الشرفي