ترامب في عزلة دولية برفض الاعتراف بفلسطين… من يقف وراء موقفه؟

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزلة دولية متزايدة بسبب موقفه الرافض للاعتراف بدولة فلسطين، وهو موقف لا يعكس فقط توجهه الشخصي، بل يتجلى فيه تأثير قوي لجماعات ضغط متشددة ومصالح داخلية أمريكية تسير سياسته في الشرق الأوسط. يُنظر إلى ترامب كرجل “صفقات عقارية” أكثر من كونه استراتيجياً سياسياً، ما يجعله يميل إلى تفضيل إرضاء لوبي “أيباك” والجماعات اليمنية الشعبوية المتطرفة، على حساب حقوق الفلسطينيين وقضيتهم الوطنية.”
في هذا التحليل، نسلط الضوء على القوى التي تقف خلف موقف ترامب الرافض، والتي تعمّق عزلة الولايات المتحدة في ملف الشرق الأوسط.
تحولات دولية متسارعة: حلفاء ترامب يعترفون بدولة فلسطين
في تطور مفاجئ، أعلن قادة دول مجموعة السبع، من بينهم فرنسا والمملكة المتحدة وكندا، استعدادهم للاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع في سبتمبر المقبل. أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا القرار، يليه إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني.
على النقيض، رفض ترامب هذه التحركات، معتبراً أن مثل هذه الخطوات “تكافئ حماس” وتضر بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا، حيث رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الكندية.
حالياً، تعترف ما يقرب من 150 دولة حول العالم، معظمها من حلفاء الولايات المتحدة، بدولة فلسطين، مما يضع ترامب في موقع العزلة السياسية.
لماذا يرفض ترامب الاعتراف بدولة فلسطين؟
يرى خبراء أمنيون أن رفض ترامب نابع من تحكم أذرع سياسية ومؤسسات ضغط داخل إدارته. يقول غلين كارل، خبير الأمن القومي السابق بوكالة المخابرات المركزية، إن ترامب “كان متمسكًا بالسيطرة على أي قضية، ورفض المبادرات التي لا تمنحه دورًا رئيسيًا”، مضيفاً أن البيروقراطيات في الإدارة تميل إلى التشبث بسياسات تحافظ على نفوذها.
دور مستشاري ترامب وأصحاب النفوذ في سياسة الشرق الأوسط
تشير المصادر إلى أن وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو يلعب دوراً محورياً في رسم السياسة الأمريكية تجاه فلسطين وإسرائيل. روبيو الذي كان صوتًا مؤيدًا لإسرائيل في مجلس الشيوخ، أكد أن الاعتراف بدولة فلسطين من قِبل الدول الغربية سيأتي فقط في حال فشل إسرائيل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس.
كما يبرز دور السناتور ليندسي غراهام، ومؤسسات فكرية محافظة مثل مؤسسة التراث ومراكز أبحاث مسيحية إنجيلية، التي توجّه ترامب نحو سياسات أكثر تشدداً في الشرق الأوسط، بما في ذلك رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
هل ترامب فعلاً في السيطرة؟
يرى محللون أن ترامب فقد السيطرة على الملف الفلسطيني منذ وقت طويل، إذ إن سياسات إدارته تُدار إلى حد كبير من قِبل مستشاريه والمتشددين السياسيين. هذا ما يظهر جلياً في فشل وقف إطلاق النار المستمر منذ يناير الماضي، وتدهور الأوضاع في غزة.
خلاصة: عزلة ترامب وتداعيات موقفه على الشرق الأوسط
مع تصاعد الضغوط الدولية ودعم غالبية الدول لحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، يجد ترامب نفسه معزولاً سياسياً في موقفه الرافض. وتدل مؤشرات كثيرة على أن موقفه لا يعكس إرادته الشخصية بقدر ما هو نتاج ضغوط متشابكة من أجهزة السياسة الداخلية، مستشاريه، والمؤسسات المحافظة.
لندن – اليوم ميديا