طهران لواشنطن: لا مفاوضات دون تعويض وضمانات!

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، إن الطريق نحو استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة لا يزال مفتوحًا، لكنه مشروطٌ بـ التزامات جدية وتعويضات مالية وضمانات سياسية. وأكد أن أي حوار مستقبلي لن يتم ما لم تلتزم واشنطن بضمانات صارمة ضد الهجمات العسكرية خلال المحادثات الجارية.
وأضاف: “لا يمكننا العودة إلى طاولة المفاوضات وكأن شيئًا لم يحدث… يجب أن يشرحوا لماذا هاجمونا في منتصف المفاوضات، ويقدموا تأكيدات بأن مثل هذا العدوان لن يتكرر.”
العدوان الأميركي الإسرائيلي: تصعيد أوقف الحوار
عراقجي أشار بوضوح إلى العدوان المشترك الإسرائيلي – الأميركي الذي بدأ في 13 يونيو 2025، حين شنت تل أبيب هجومًا مفاجئًا استهدف قادة وعلماء نوويين ومدنيين داخل إيران. وبعد أكثر من أسبوع، انضمت الولايات المتحدة إلى المعركة بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية، وهو ما وصفته طهران بـ”انتهاك خطير للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وفي ردّ حاسم، نفّذت إيران ضربات دقيقة على أهداف استراتيجية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى قاعدة العديد الأميركية في قطر. هذه الهجمات الإيرانية أجبرت تل أبيب على طلب وقف إطلاق النار، وهو ما اعتبره عراقجي “انتصارًا لردع طهران”.
المفاوضات لا تزال ممكنة… ولكن!
رغم التصعيد، لم تغلق إيران الباب أمام الحوار. وأكد عراقجي أن العودة للمفاوضات “ممكنة ولكن ضيقة”، وتتطلب إرادة سياسية واضحة من الجانب الأميركي. وقال:
“نحتاج إلى رؤية تغييرات حقيقية في سلوك واشنطن… لا يمكننا المضي قدمًا ما لم يقدموا التزامات شفافة وضمانات بعدم تكرار العدوان.”
وأضاف أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف واصل إرسال الرسائل إليه أثناء الحرب وبعدها، مقترحًا استئناف المحادثات، لكن الظروف الحالية تجعل العودة للمفاوضات شبه مستحيلة دون خطوات ملموسة من الإدارة الأميركية.
“لا تخصيب = لا مفاوضات”
وأكد عراقجي أن إيران لن تقبل بأي شرط يتعلق بـ”صفر تخصيب”، مضيفًا أن هذا الطرح الأميركي “غير قابل للنقاش”. وقال:
“لا توجد إمكانية للتوصل إلى اتفاق إذا أصروا على منعنا من تخصيب اليورانيوم… نحن مستعدون لمفاوضات جدية، ولكن على قاعدة الندية والاحترام، لا الإملاءات.”
الشارع الإيراني يرفض العودة “الساذجة”
واختتم عراقجي تصريحاته بالإشارة إلى أن الثقة الشعبية في إمكانية التفاهم مع واشنطن شبه معدومة، موضحًا:
“الشعب يقول لي لا تضيع وقتك ولا تُخدع مرة أخرى… هناك قناعة واسعة بأن الولايات المتحدة تستخدم المفاوضات فقط كغطاء لخطط عدوانية.”
خلفية: جولات تفاوض مجمدة بعد التصعيد
كانت إيران والولايات المتحدة قد خاضتا خمس جولات تفاوض غير مباشر حول إحياء الاتفاق النووي المعروف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، وكان من المقرر عقد الجولة السادسة في مسقط، عمان، يوم 15 يونيو، لكنها ألغيت بعد بدء العدوان العسكري.
لندن – اليوم ميديا