رسوم ترامب القاتلة دخلت حيّز التنفيذ اليوم: هذه الدول تحت المقصلة الجمركية

في الدقيقة الأولى من يوم الخميس بتوقيت واشنطن، دخلت حيّز التنفيذ واحدة من أكثر موجات العقوبات الاقتصادية إثارة للجدل في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع فرض ضرائب جمركية جديدة على عشرات الدول تحت شعار “المعاملة بالمثل”. خطوة فجّر بها ترامب مشهد التجارة العالمية، مطلقًا تحذيرًا جديدًا: “المال سيبدأ بالتدفق إلى أميركا”.
هذه الرسوم ليست مجرد تصحيح لعجز تجاري، بل إعلان صريح عن عودة “أميركا أولًا” بنسختها الأكثر شراسة. فبعد أيام من تهديدات وتصريحات نارية، أعلنت الإدارة الأميركية نسب الضرائب الجديدة، التي تراوحت من 10% إلى 41%، بعضها تراكمي، ما يرفع نسبة الجمارك الإجمالية إلى 50% في بعض الحالات.
دول تحت المقصلة: من سوريا إلى سويسرا
في صدارة الدول المتأثرة، جاءت سوريا بنسبة ضرائب بلغت 41%، بينما فُرضت نسبة 39% على سويسرا رغم علاقاتها الاقتصادية الوثيقة بواشنطن، ما دفع الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر إلى الإسراع في زيارة طارئة إلى العاصمة الأميركية في محاولة لاحتواء الأزمة.
الهند كذلك تواجه كارثة تجارية بعد فرض ضريبة إضافية بنسبة 25%، لتصل الجمارك الإجمالية على صادراتها إلى 50%، وذلك عقابًا على استمرارها في شراء النفط الروسي. ولديها 21 يومًا فقط لتقديم ردّ دبلوماسي قبل تفعيل كامل الرسوم.
البرازيل وبولسونارو: الاقتصاد يدفع الثمن
أما البرازيل، التي طالتها نسبة 40% إضافية، فدُفعت نحو حافة المواجهة الاقتصادية بسبب ملف الرئيس السابق جايير بولسونارو. وبهذا أصبحت النسبة الإجمالية على صادراتها 50%، في ما اعتبره الرئيس لولا دا سيلفا “عقابًا سياسيًا مقنّعًا”.
استثناءات محدودة: أوروبا وآسيا تفاوضان
ورغم القسوة في التعامل مع بعض الدول، نجا عدد محدود من الشركاء التجاريين عبر مفاوضات مرنة خففت من وقع الضرائب، منهم بريطانيا (10%)، والاتحاد الأوروبي (15%)، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وفيتنام، وإندونيسيا، والفلبين، وباكستان.
أما المكسيك، التي كانت مهددة برفع الضريبة إلى 50%، فحصلت على مهلة 90 يومًا إضافية لتفادي الكارثة. في المقابل، فُرضت على كندا ضريبة نهائية بنسبة 35% منذ الأسبوع الماضي، بينما تنتظر الصين مصيرًا مشابهًا في 12 أغسطس إذا فشلت المفاوضات الجارية.
تصعيد قادم: الشرائح الإلكترونية في مرمى النار
وفي تطور أكثر حدة، هدد ترامب يوم الأربعاء بفرض ضريبة تصل إلى 100% على الشرائح الإلكترونية المستوردة من دول لا تنتجها داخل أميركا أو لا تخطط لذلك، ما يُنذر بحرب تكنولوجية عالمية في الأفق.
لندن – اليوم ميديا