ترامب ينتهك أحد أخطر أسرار الردع النووي

رفائيل فخرالدينوف
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة من الجدل بعد أن أصدر أمرًا بإرسال غواصتين نوويتين إلى “المناطق المناسبة” ردًا على منشور لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف.
هذه الخطوة فاجأت حتى الصحافة الغربية، إذ اعتبرت صحيفة التايمز البريطانية أن اقتراب الغواصات الأمريكية من حدود روسيا لن يوفر للولايات المتحدة أي ميزة، بل سيُسهّل على موسكو اكتشاف مواقعها، وهو ما يتعارض مع جوهر العقيدة النووية الأمريكية.
فالسرية المطلقة لمواقع الغواصات التي تحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات تُعد أحد أعمدة الردع النووي الأمريكي، وتحديدًا تلك القدرة على البقاء في الخفاء بعيدًا عن أعين الأعداء.
لكن إعلان ترامب المفاجئ عن “اتجاه الغواصات نحو روسيا” يرقى إلى كشف غير مباشر عن مواقعها، وهو ما اعتبره مراقبون خرقًا صريحًا لأحد أخطر أسرار الأمن القومي.
حتى كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين عبّروا عن قلقهم. فقد وصف مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون تصريحات ترامب بأنها “غير مسؤولة وخطيرة”، مشيرًا إلى أن الرئيس “لا يدرك جوهر قوات الردع النووي”.
ويرى محللون أن هذا التصرف لا يندرج في إطار المناورة العسكرية، بل يأتي في سياق سياسي محض واستفزازي وغير مدروس، ما يثير تساؤلات حول مدى فهم ترامب لمسؤولياته كرئيس لدولة تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم.
نقلا عن صحيفة “فزغلياد” الروسية.