أرامكو تخسر 800 مليار دولار: متى ينتهي زمن النفط الرخيص؟

في عام يُعد الأصعب منذ جائحة كورونا، سجلت شركة أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط عالميًا، تراجعًا بنسبة 14% في قيمة أسهمها خلال 2025، لتصبح الأسوأ أداءً بين شركات الطاقة الكبرى، بحسب تقرير حديث نشرته “بلومبيرغ”.
ورغم تمتع أرامكو بتكاليف إنتاج غير مسبوقة، لا تتجاوز 12 دولارًا للبرميل، مقارنة بمتوسط عالمي يقترب من 28 دولارًا، إلا أن القلق يتصاعد في أوساط المستثمرين بشأن مستقبل أرباحه
خسارة 800 مليار دولار من القيمة السوقية
منذ بلوغها ذروتها عند 2.4 تريليون دولار في 2022، فقدت أرامكو أكثر من 800 مليار دولار من قيمتها، لتستقر مؤخرًا عند نحو 1.55 تريليون دولار، رغم احتفاظها بلقب “أغلى شركة نفط في العالم”.
وترى “بلومبيرغ” أن هذا التراجع يعكس مزيجًا من العوامل، أبرزها خفض التوزيعات النقدية، وتباطؤ نمو الشركة مقارنة بالمنافسين، وتوقعات بزيادة مبيعات الأسهم الحكومية لتغطية عجز الميزانية السعودية.
أسعار النفط المتقلبة تضغط على العائدات
شهدت أسعار النفط تقلبات حادة هذا العام، تراوحت بين 60 و80 دولارًا للبرميل، نتيجة التوترات الإقليمية وزيادة إنتاج أوبك+ بعد تنصيب الرئيس ترامب. وأشار خبراء إلى أن انخفاض الأسعار يحدّ من استفادة أرامكو من كميات الإنتاج المرتفعة.
ويُتوقع أن تنخفض أرباح أرامكو للربع الثاني بنسبة 20% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، مع تراجع التوزيعات السنوية إلى 85 مليار دولار فقط مقارنة بـ124 مليارًا في 2024.
هل تُعيد السوق تقييم أرامكو؟
يرى خبراء مثل ألين جود من “مورنينغستار” أن أرامكو قد تُعامل مستقبلاً كأي شركة نفط وطنية، وتخسر “علاوة التميز” التي كانت تتمتع بها، خصوصًا مع توقعات ببيع الحكومة السعودية المزيد من الأسهم لتمويل رؤية 2030.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، تحتاج المملكة إلى سعر برميل يبلغ 92 دولارًا لموازنة ميزانيتها، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. وقد يشكل هذا ضغطًا إضافيًا على الشركة، في ظل توسع الإنفاق على مشاريع تنموية ضخمة.
الخلاصة
أرامكو تواجه مفترق طرق بين تفوقها التشغيلي وتحديات السوق العالمية، وسط ترقّب المستثمرين لأي إشارات تعافي حقيقية في سعر السهم أو استراتيجية النمو المستقبلية.
لندن – اليوم ميديا