الغرب يتصدى لصفقة القرم قبل قمة ترامب وبوتين.. هل تنجح المساعي؟

تتصاعد المخاوف الدولية من احتمال التوصل إلى صفقة قادمة بين روسيا والولايات المتحدة تُنهي النزاع في أوكرانيا على حساب الأراضي الأوكرانية. في هذا الإطار، يجتمع مسؤولون من أوكرانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية في بريطانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع لتنسيق المواقف استعدادًا للقمة الروسية الأمريكية المرتقبة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين المقررة يوم الجمعة المقبل.

تأتي هذه التحركات وسط مخاوف أوكرانية وأطلسية متزايدة من احتمال موافقة ترامب على مقترحات بوتين لإنهاء النزاع بشروط تصب في صالح موسكو، وتثير مخاوف كبيرة لدى كييف وشركائها في الناتو.

خلفية الأزمة: ما وراء صفقة القرم المحتملة

تشير مصادر متعددة إلى أن الرئيس الروسي قد يطالب ضمن المفاوضات الرسمية بالتنازل عن مناطق لوغانسك ودونيتسك، إضافة إلى شبه جزيرة القرم، كشرط لإنهاء العمليات العسكرية. إلا أن هذا التنازل يُشكّل عقبة دستورية في أوكرانيا، التي يفرض دستورها ضرورة إجراء استفتاء شعبي لأي تغيير في حدود الدولة، ما يعقّد إمكانيات التوصل لاتفاق سريع.

مخاوف من صفقة القرم: تحركات غربية عاجلة

نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر مطلعة، أن المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، أبلغ المشاركين في مكالمة عبر تقنية “الكونفرنس” بأن بوتين مستعد لقبول تسوية شاملة إذا قبلت كييف التنازلات المذكورة.

يخشى الجانب الأوكراني وبعض حلفاء الناتو من أن تسوية كهذه ستضعف سيادة أوكرانيا وتزيد من النفوذ الروسي في المنطقة.

آراء المحللين الغربيين: بين الواقعية والتحذير

يرى توماس جراهام، الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن “الضغوط على إدارة ترامب قد تدفعها لقبول تسوية سياسية، لكن أي تنازل عن الأراضي سيترك آثارًا طويلة الأمد على استقرار أوكرانيا وصورة الولايات المتحدة في أوروبا”.

من جهتها، تقول هيلين كولينز، محللة الشؤون الأوروبية في مركز بروكينغز، إن “التحرك الغربي المنسق قبيل القمة هو محاولة حاسمة لتوحيد الصفوف وإرسال رسالة واضحة بأن الغرب لن يقبل التنازلات الروسية التي تنال من سيادة أوكرانيا”. كما أشارت إلى أن الناتو يدعم بقوة وحدة الأراضي الأوكرانية باعتبارها حجر الزاوية في استراتيجيته الأمنية.

الدور الغربي وتحديات التوازن

يعكس اجتماع بريطانيا عمق القلق الغربي من إمكانية إبرام صفقة لا تراعي مصالح أوكرانيا وشركائها في الحلف. وأشار محللون إلى أن إدارة ترامب تواجه تحديات في الموازنة بين مصالحها الاستراتيجية في الحد من النفوذ الروسي والالتزام بالدعم الكامل لكييف، في ظل ضغوط داخلية تدعو إلى تقارب مع موسكو.

السيناريوهات المحتملة بعد القمة

في حال فشل القمة في التوصل إلى تسوية شاملة، يتوقع المحللون استمرار النزاع وتصاعد العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا. أما في حال التوصل إلى اتفاق، فمن المرجح أن تواجه إدارة الرئيس زيلينسكي أزمة سياسية داخلية مع احتمال رفض الاستفتاء الشعبي الذي يفرضه الدستور.

القمة في ألاسكا.. نقطة فاصلة

أعلن ترامب أن لقائه المرتقب مع بوتين سيُعقد في ألاسكا يوم 15 أغسطس الجاري. وأكد مساعد الكرملين يوري أوشاكوف أن المحادثات ستتركز على “تسوية طويلة الأمد للأزمة الأوكرانية”، ما يجعل هذه القمة محطة حاسمة في مستقبل النزاع.

خاتمة

تشكل قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين منعطفًا مهمًا في الأزمة الأوكرانية، حيث تتقاطع المصالح الدولية مع الواقع السياسي والداخلي لكييف. وتؤكد التحركات الغربية الطارئة على إدراك خطورة السيناريوهات المطروحة، وأن السلام المستدام يتطلب توافقًا دوليًا والتزامًا قويًا بمبادئ السيادة والشرعية الدولية.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى