دمشق ترد على مؤتمر الحسكة: رسائل تصعيدية ومصير غامض للمفاوضات

أثار مؤتمر “وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا“ الذي عُقد في الحسكة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خلافًا كبيرًا مع الحكومة السورية، ما دفع دمشق إلى إعلان عدم مشاركتها في مفاوضات باريس المقررة هذا الشهر.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تهدد بتجميد مسار التفاوض بين الطرفين.
اتفاق 10 مارس على المحك
المحلل السياسي رضوان الأطرش أكد لـ”العربية.نت” أن مؤتمر الحسكة عرقل اتفاق 10 مارس بين القائد العام لقسد مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع، والذي نص على دمج مؤسسات شمال وشرق سوريا ضمن إدارة الدولة، وضمان الحقوق الدستورية للأكراد، وحل قضايا النفط والغاز وعودة المهجّرين، ونبذ خطاب الكراهية.
دمشق اعتبرت المؤتمر “تحالفًا هشًا مدعومًا خارجيًا” ودعت لنقل التفاوض إلى العاصمة السورية.
انسحاب دمشق من مفاوضات باريس
الأطرش أشار إلى أن الفجوة بين الجانبين تكمن في التباين الجوهري حول شكل الدولة وآلية تطبيق الاتفاق، مؤكداً أن دمشق ترفض أي خطوات خارج الإطار الدستوري.
وأعلنت الحكومة انسحابها الكامل من مفاوضات باريس، ردًا على ما اعتبرته تجاوزًا من قسد.
رواية مغايرة من الجانب الكردي
مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، أوضح أن تأجيل لقاء باريس سبق مؤتمر الحسكة، وأن تركيا رفضت عقده، معتبرًا أن دمشق تستخدم المؤتمر كذريعة للانسحاب.
كما شدد على أن الإدارة الذاتية ما زالت ترى الحوار مع الحكومة خيارًا لا بديل عنه، رغم الخلافات.
مشاركة مثيرة للجدل
شارك في مؤتمر الحسكة 400 شخصية سياسية ودينية، أبرزهم الشيخ محمد مرشد الخزنوي، الشيخ حكمت الهجري، ورئيس “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى” غزال غزال، الذي أثار اسمه جدلاً واسعًا واتهامات بارتباطه بالنظام السابق.
مستقبل المفاوضات.. رهن التنازلات
مصادر في قسد أكدت أنها لم تتلقّ أي إخطار رسمي بانسحاب دمشق، فيما يرى مراقبون أن استئناف الحوار مشروط بتراجع قسد عن مخرجات مؤتمر الحسكة، وقبولها التفاوض من داخل دمشق.
لندن – اليوم ميديا