دعوى بمليارات تهز “فيفا” وتقلب سوق كرة القدم بأوروبا

أصبحت الانتقالات والأجور جزءًا لا يتجزأ من نقاشات كرة القدم، تمامًا كما هو الحال مع الأهداف والألقاب. لكن دعوى قضائية جديدة تستهدف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وعددًا من اتحادات كرة القدم الكبرى، من بينها الاتحاد الألماني، قد تحدث تغييرات جذرية في المشهد الرياضي العالمي.

وقد تقدر قيمة هذه المطالبة بتعويضات تصل إلى مليارات اليورو، وتشمل نحو 100 ألف لاعب كرة قدم محترفوا في الاتحاد الأوروبي على مدار 23 عامًا مضت، ما قد يعيد تشكيل المشهد المالي لصناعة كرة القدم بشكل جذري.

المؤسسة الهولندية “العدالة من أجل اللاعبين” تقود الدعوى

رفعت المؤسسة الهولندية المعروفة باسم “العدالة من أجل اللاعبين” (JFP) دعوى قضائية ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كما شملت الدعوى الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB) بالإضافة إلى اتحادات فرنسا وبلجيكا وهولندا والدنمارك.

وقال دولف سيغار، المحامي وعضو مجلس إدارة المؤسسة في تصريح للقناة الأولى الألمانية: “ستبلغ قيمة الدعوى مليارات اليورو”. وأضاف أن الأمر لا يقتصر على المال فقط، بل يتعلق أيضًا بوضع قواعد عادلة تحمي حقوق الأندية واللاعبين على حد سواء.

وأشار سيغار إلى أن الدعوى تهدف إلى “مناقشة تسوية التعويضات وخلق حوافز لإصلاح قواعد سوق العمل في كرة القدم، بما يُحسن أداء الصناعة ويضمن العدالة لجميع الأطراف”.

خلفية القضية: حكم تاريخي لمحكمة العدل الأوروبية

تأتي هذه الدعوى بعد حكم تاريخي أصدرته محكمة العدل الأوروبية في أكتوبر الماضي، في قضية رفعها لاعب ريال مدريد ومنتخب فرنسا السابق، لاسانا ديارا.

ديارا كان يرغب في إنهاء عقده مع نادي لوكوموتيف موسكو في عام 2014، لكنه واجه صعوبة في الانتقال إلى نادٍ بلجيكي بعد مغادرته روسيا، لأن نادي لوكوموتيف كان يملك تسجيله ولم يكن هناك “سبب وجيه” لإنهاء العقد.

وقضت محكمة العدل الأوروبية بأن قوانين انتقالات فيفا، التي كانت سارية آنذاك، “تعيق حرية انتقال لاعبي كرة القدم المحترفين الراغبين في تطوير أنشطتهم من خلال الانتقال إلى ناد جديد”.

وبناءً على ذلك، قامت المحكمة بتعديل هذه القوانين في ديسمبر، لكنها كانت أقل صرامة مما كان يأمله المدافعون عن القضية.

دعوى تلقي الضوء على حاجة ملحة لإصلاح سوق انتقالات اللاعبين

تشير هذه الدعوى إلى الحاجة الملحة لإصلاحات جذرية في نظام انتقالات اللاعبين داخل أوروبا، حيث تُعتبر قواعد فيفا الحالية مقيدة وتحد من حرية اللاعبين، ما يؤثر على مسيرتهم المهنية وحقوقهم الأساسية.

ويؤكد المحامون واللاعبون الذين يقفون وراء الدعوى على أهمية إيجاد توازن أكثر عدالة بين مصالح الأندية واللاعبين، مما سيساعد في تطوير سوق عمل أكثر شفافية وفعالية لصناعة كرة القدم.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى