رحلة بلا قيود: أوروبا تستعد لإلغاء حظر السوائل في الطائرات

بات المسافرون في الاتحاد الأوروبي على موعد قريب مع تغييرات مهمة قد تسمح بحمل السوائل بحرية أكبر داخل الطائرات، بعد سنوات طويلة من القيود الصارمة. في المقابل، لا تزال قضية رسوم حقائب اليد تثير الجدل بين الركاب وشركات الطيران.
إلغاء قيود حمل السوائل: خطوة تاريخية
تتجه مطارات الاتحاد الأوروبي نحو رفع الحظر المفروض على كمية السوائل التي يمكن حملها في حقائب اليد داخل مقصورة الطائرة. ويأتي هذا التغيير بعد اعتماد أجهزة مسح ضوئي متطورة يمكنها الكشف عن المتفجرات السائلة بدقة وموثوقية عالية، مما يفتح الباب أمام السماح بحمل زجاجات أكبر حجماً.

حالياً، تُقيّد القواعد الأوروبية حمل السوائل بحد أقصى 100 مل لكل عبوة، ويجب وضعها ضمن كيس بلاستيكي شفاف قابل للإغلاق، لا يتجاوز إجمالي السوائل فيه اللتر الواحد. هذه القواعد وُضعت في عام 2006 عقب إحباط مخطط إرهابي لتهريب متفجرات سائلة في مطار هيثرو بلندن.
التكنولوجيا الجديدة تفتح المجال أمام التغيير
قالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إن حوالي 700 جهاز ماسح ضوئي جديد مجهز بالبرمجيات المتقدمة قيد الاستخدام أو التثبيت في 21 دولة من دول الاتحاد الأوروبي. من بين هذه الدول ألمانيا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا وأيرلندا التي بدأت بالفعل في استخدام هذه التقنية.
مع هذه التقنية، يمكن نظرياً السماح للمسافرين بحمل كميات أكبر من السوائل في حقائب اليد، لكن القرار النهائي يظل بيد كل مطار على حدة لاعتماد هذه التكنولوجيا في إجراءات الفحص الأمني.
تجربة مطار فرانكفورت وميونيخ
يُعتبر مطار فرانكفورت، الأكثر ازدحاماً في ألمانيا، من بين المطارات التي بدأت تجهيز ممرات أمنية جديدة تعتمد هذه التقنية، حيث جُهز 40 من أصل 190 ممراً أمنياً حتى الآن، مع طلب تجهيز 40 ممراً إضافياً.
أما مطار ميونيخ فقد شهد تأخيرات في تحديث برامجه الأمنية، حيث تأجلت عملية التحديث لما بعد موسم العطلات المزدحم، ما يؤخر الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا الجديدة.
استمرار الخلاف حول رسوم حقائب اليد
بينما ينتظر المسافرون بفارغ الصبر رفع قيود السوائل، لا تزال مسألة فرض شركات الطيران رسومًا على حقائب اليد الصغيرة موضوع خلاف محتدم. فالكثير من التذاكر منخفضة التكلفة تشمل حقيبة صغيرة واحدة فقط (مثل حقيبة ظهر صغيرة أو حقيبة جهاز كمبيوتر محمول)، وتفرض رسومًا إضافية على الحقائب الأخرى.
وفي مايو 2025، طالبت حوالي 15 رابطة أوروبية المفوضية الأوروبية بإجراء تحقيق حول سياسات رسوم أمتعة اليد التي تفرضها سبع شركات طيران منخفضة التكلفة، معتبرة هذه الممارسات غير قانونية ومخلة بحقوق المستهلك.
البرلمان الأوروبي يدعم حقوق الركاب
في يونيو 2025، اعتمدت لجنة النقل في البرلمان الأوروبي اقتراحًا يسمح للمسافرين بحمل غرض شخصي، مثل حقيبة يد أو حقيبة ظهر، بالإضافة إلى حقيبة يد لا تزيد عن 7 كيلوغرامات، دون دفع رسوم إضافية.

ينطبق هذا الاقتراح على جميع الرحلات المغادرة والواردة إلى الاتحاد الأوروبي، وهو جزء من حزمة تعديلات على قواعد حقوق الركاب تهدف إلى تعزيز حماية المستهلك وتحسين تجربة السفر.
رد فعل شركات الطيران
ردت رابطة شركات الطيران الأوروبية على الاقتراح بانتقاد حاد، مشيرة إلى أن هذا التغيير قد يؤدي إلى زيادة أسعار التذاكر بسبب الأعباء المالية الإضافية التي ستتحملها شركات الطيران، مما يرفع تكلفة السفر خاصةً للمسافرين الذين يسافرون بخفّة.
خلاصة
تشهد أوروبا تطورات مهمة في مجال الأمن الجوي والسفر، مع اقتراب رفع القيود على حمل السوائل داخل الطائرات بفضل التكنولوجيا الحديثة. في المقابل، يظل ملف رسوم حقائب اليد نقطة خلاف بين حقوق المسافرين ومصالح شركات الطيران، في ظل تحركات برلمانية أوروبية لحماية الركاب.
لندن – اليوم ميديا