دفاع الولايات المتحدة في قبضة الصين

أولغا ساموفالوفا

في مقالها بصحيفة “فزغلياد”، تسلط أولغا ساموفالوفا الضوء على الأزمة المتصاعدة التي تواجه صناعة الدفاع الأمريكية بسبب قيود الصين على صادرات المعادن الأرضية النادرة.

وفقًا لتقرير صحيفة “وول ستريت جورنال”، تفرض بكين قيودًا صارمة على تصدير المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، مما يقوض إمكانات الصناعات الدفاعية الغربية. وتشترط الجهات التنظيمية الصينية تقديم معلومات سرية، تشمل صور المنتجات وخطوط الإنتاج، لضمان عدم استخدام هذه المعادن في الأغراض العسكرية.

وفي هذا السياق، قال نيكولاي نوفيك، نائب مدير مركز الاقتصاد والاستراتيجية العسكرية العالمية في المدرسة العليا للاقتصاد، إن الصين تمتلك أداة ضغط فعالة للغاية، حيث تؤثر قيودها بشكل مباشر على عمالقة الصناعات العسكرية الأمريكية، مثل شركات لوكهيد مارتن، وRTX، وجنرال ديناميكس، التي تنتج الطائرات المقاتلة، وأنظمة الدفاع الصاروخي، والسفن، والغواصات المتقدمة.

وأضاف نوفيك أن الرئيس السابق دونالد ترامب يراهن بقوة على المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، الذي تتجاوز ميزانيته التريليون دولار لعام 2026، في سياسته الطموحة لتحقيق اختراقات تكنولوجية تحت شعار “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” (MAGA). ولهذا السبب، يعمل ترامب على تأمين مصادر بديلة للمعادن الأرضية النادرة في مناطق مختلفة حول العالم، من أمريكا اللاتينية إلى غرينلاند وأوكرانيا، إلا أن تحقيق ذلك يواجه تحديات كبيرة.

ومن المثير للاهتمام أن ملف المعادن الأرضية النادرة يمثل نقطة تقاطع لمصالح روسيا والولايات المتحدة. فروسيا تمتلك احتياطيات ضخمة من هذه المعادن، وتسعى الولايات المتحدة لتقليل اعتمادها على الصين في هذا المجال الحيوي. ووفقًا للبيانات الرسمية، تحتل روسيا المرتبة الثانية عالميًا من حيث الاحتياطيات المؤكدة، بما يزيد عن 650 مليون طن، منها 29 مليون طن من المعادن الأرضية النادرة، حتى نهاية عام 2024.

زر الذهاب إلى الأعلى