تعرف على الدول التي اعترفت بدولة فلسطين في 2025

تتصاعد وتيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على المستوى الدولي، مع انضمام أكثر من 145 دولة إلى قائمة الدول التي تدعو إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية. جاء ذلك عقب إعلان المجلس الوطني الفلسطيني قيام الدولة في عام 1988، حيث تبنت العديد من الدول، خاصة خارج الدوائر الغربية، هذا الموقف تدريجيًا عبر التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
في عام 2024، شهدت أوروبا والكاريبي توسعًا ملحوظًا في قائمة الدول التي تعترف بفلسطين، ومن أبرزها إيرلندا، النرويج، إسبانيا، بالإضافة إلى دول الكاريبي مثل بربادوس وجامايكا. هذه الدول لم تكتفِ بالاعتراف بل دعت أيضًا إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار ووقف العمليات العسكرية في غزة.
الضغوط الغربية المتزايدة والانعزالية الأمريكية
أثارت هذه التطورات دلالات سياسية عميقة، لا سيما مع إعلان دول غربية مثل أستراليا، كندا، وفرنسا عن خططها للاعتراف بالدولة الفلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقده في سبتمبر 2025. ومن جهة أخرى، اتخذت المملكة المتحدة موقفًا مشروطًا، حيث أكدت على استعدادها للاعتراف المشروط بفلسطين في حال عدم التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار.
يرى محللون غربيون أن هذه الخطوات تشكل ضغطًا غير مسبوق على إسرائيل وخصوصًا على الإدارة الأمريكية، التي تعاني من عزلة متزايدة بين حلفائها التقليديين. يقول جيمس براون، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد: “الاعتراف الأوروبي المتزايد بدولة فلسطينية يعكس إحساسًا متناميًا بأن الوضع الراهن في إسرائيل وفلسطين لم يعد قابلاً للاستمرار دون حل سياسي عادل.”
كما تعبر هذه المواقف عن تحوّل دبلوماسي ملحوظ، حيث تحاول دول غربية فرض معايير جديدة على إسرائيل في التعامل مع الصراع، خاصة فيما يتعلق بالحصار والعمليات العسكرية.
الموقف الإسرائيلي والأمريكي: رفض وتصعيد
في المقابل، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الدعوات المتزايدة، ووصفتها بأنها “مكافأة لحماس”، معتبرة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في هذه الظروف يزيد من تعقيد جهود وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذ أيضًا موقفًا حادًا ضد هذه الدعوات، مؤكداً أن الاعتراف المبكر بدولة فلسطينية من شأنه تقويض مصالح الولايات المتحدة واستقرار المنطقة. واعتبر ترامب أن هذه الخطوات تضعف الحليف الإسرائيلي، وتزيد من تعقيد محادثات السلام.
أزمات إنسانية تضغط على الموقف الدولي
تتزامن هذه التطورات مع أزمة إنسانية حادة في قطاع غزة، حيث أدى الحصار الإسرائيلي إلى تفاقم أزمة الغذاء والمساعدات الطبية، وهو ما أدى إلى إدانة واسعة من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية.
ويقول مارك تيلور، مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش”: “الوضع في غزة يمثل كارثة إنسانية مستمرة، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عنها. الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو خطوة رمزية لكنها مهمة نحو إنهاء هذه المأساة.”
ماذا يعني هذا التحول للدبلوماسية الإقليمية؟
يرى خبراء أن موجة الاعتراف المتزايدة بفلسطين قد تشكل انقلابًا دبلوماسيًا في الشرق الأوسط، قد تدفع نحو تغيير في موازين القوى التقليدية، وتضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها تجاه الفلسطينيين.
ويشير المحلل السياسي توماس أندرسون إلى أن: “العزلة الأمريكية في هذا الملف ستستمر في النمو إذا استمرت إدارة ترامب في رفض التغيير. الأوروبيون يطالبون بمسار جديد، ودول عديدة تقترب من الاعتراف الكامل بفلسطين، وهذا سيغير قواعد اللعبة.”
خاتمة: نحو توازن جديد في الشرق الأوسط
بينما تتصاعد التحركات الدولية تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تستمر إسرائيل والولايات المتحدة في موقف الرفض، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة. هذا التباين يفتح الباب أمام تحولات محتملة في السياسة الدولية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مع احتمال أن تفضي هذه الديناميات إلى إعادة تشكيل المشهد الدبلوماسي في المنطقة، بما في ذلك التوترات بين القوى الغربية التقليدية والولايات المتحدة.
لندن – اليوم ميديا