بوتين يتلقى “هدايا” قبل قمة ألاسكا: مسارات ترامب لإعادة رسم أوكرانيا

يرى محللون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم لرئيس روسيا فلاديمير بوتين ما يُمكن وصفه بـ”الهدايا” قبل بدء قمة ألاسكا المزمع عقدها في 15 أغسطس. هذه الخطوات تمثل تغييرات استراتيجية قد تؤثر على مستقبل أوكرانيا وأمن أوروبا الشرقية، وتشير إلى توازنات جديدة في السياسة الدولية.
الهدايا الثلاثة لبوتين
- تجاوز شرط وقف إطلاق النار: لم يفرض ترامب أي شرط يتعلق بوقف إطلاق النار كشرط أساسي لعقد القمة، وهو ما كان يُعد مطلباً أساسياً للجانب الأوكراني والمجتمع الدولي لضمان جدية النقاش حول مستقبل الحرب في أوكرانيا.
- رفض حضور الرئيس الأوكراني زيلينسكي: لم يلح ترامب على ضرورة حضور الرئيس الأوكراني، مع إبقاء القمة ثنائية بين روسيا والولايات المتحدة، ما يمنح بوتين مساحة أكبر للتفاوض والتأثير دون تدخل مباشر من كييف.
- تجاهل الأمن الأوروبي: في وقت يراقب فيه خبراء الأمن الأوروبي التحركات الروسية، فإن ترامب لم يُظهر أي اهتمام بالضغوط الأوروبية على أوكرانيا، ما يسمح لبوتين بمواصلة خططه في أوروبا الشرقية واستعادة النفوذ السوفيتي السابق.
الهند تتحالف مع موسكو – الصين
بالإضافة إلى الهدايا الثلاثة السابقة، يرى محللون أن ترامب ساهم بتقديم “هدية” غير مباشرة لبوتين من خلال تقليص اهتمام واشنطن بسوق الهند الضخم للطاقة، ما يمهد لتحالف موسكو-بكين. الهند، كأكبر مستورد للطاقة الروسية إلى جانب الصين، تصبح أقل تأثراً بالعقوبات الغربية المستقبلية، مما يعزز موقع روسيا في أسواق الطاقة الآسيوية.
مصالح ترامب وقمة ألاسكا
يرى محللون أن ما يهم ترامب في هذه القمة هو تعزيز مكانته الدولية وتحقيق “جائزة السلام” على غرار سلفه أوباما، بالإضافة إلى تحفيز الشركات الأمريكية على صفقات المعادن الاستراتيجية الروسية والأوكرانية، ما يعزز مصالح الصناعة الأمريكية. بوتين بدوره يهدف لمناقشة أوكرانيا على قدم المساواة مع ترامب وفرض خطة استراتيجية دون تدخل أوكرانيا.
تحضيرات القمة والمخاطر الأمنية
مع تزايد أهمية القمة، يدرس المسؤولون الأمريكيون التحقق من أجهزة الإنذار بالحريق ومراقبة المخاطر في مكان انعقادها بألاسكا، خاصة بالنظر إلى طبيعة التحديات التي تواجه الزعيمين مقارنة بقمة هلسنكي 2018 التي ركزت على الحرب الأهلية في سوريا والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
الموقف من أوكرانيا
رفض ترامب أي شروط تتعلق بوقف إطلاق النار أو مشاركة الرئيس الأوكراني، مما أعطى بوتين الحرية التامة للتفاوض. تحليلات صحيفة ديلي تلغراف تشير إلى أن بوتين يسعى لإعادة سيناريو مؤتمر يالطا 1945، حيث حصل ستالين على موافقة الولايات المتحدة وبريطانيا للهيمنة على أوروبا الوسطى، وهو ما يحاول بوتين تحقيقه في أوكرانيا اليوم.
الخلاصة
قمة ألاسكا بين بوتين وترامب ليست مجرد لقاء دبلوماسي تقليدي، بل هي ساحة لتبادل النفوذ وإعادة رسم السياسات الإقليمية والدولية. الهدايا الأربعة لبوتين قبل القمة تمثل تغييرات استراتيجية كبيرة في موازين القوى، مع انعكاسات مباشرة على أوكرانيا وأمن أوروبا الشرقية والتحالفات العالمية.
لندن – اليوم ميديا