ترحيل الفلسطينيين من غزة: إسرائيل تتفاوض مع جنوب السودان

تجري إسرائيل محادثات مع جنوب السودان لترحيل أهالي غزة إلى الدولة الإفريقية التي أنشئت حديثًا وتعاني من أزمات مالية وحروب داخلية، وفق عدة مصادر نقلتها وكالة أسوشيتد برس.

وأفادت المصادر أن مدى تقدم المفاوضات لا يزال غير واضح، فيما امتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق، ولم يرد وزير خارجية جنوب السودان على الاستفسارات، كما لم يصدر أي تصريح عن وزارة الخارجية الأمريكية.

وقال جو سزلافيك، مؤسس شركة ضغط أمريكية تعمل مع جنوب السودان، إن مسؤولين من البلاد أبلغوه بالمناقشات، مشيرًا إلى أن فريقًا إسرائيليًا سيزور جنوب السودان لدراسة إمكانية إقامة مخيمات للفلسطينيين. ولم يُحدد موعد رسمي للزيارة، لكنه أشار إلى أن إسرائيل ستغطي على الأرجح تكلفة المخيمات.

موقف مصر من خطة الطرد

أفاد مسؤولان مصريان لوكالة أسوشيتد برس بأن مصر على علم بالمحادثات منذ شهور، وتضغط على جنوب السودان ضد خطة تهجير الفلسطينيين. وتعارض القاهرة بشدة أي جهود إسرائيلية وأمريكية لطرد سكان غزة، مشيرة إلى أن الخطة موجودة منذ عقود وتم تحريكها مجددًا مع بدء الحرب ضد القطاع في 2023.

تصريحات نتنياهو وترامب حول الخطة

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزامه بخطة الطرد التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية العام، والتي تم وصفها بأنها مبادرة إنسانية لنقل الفلسطينيين إلى مكان أكثر أمانًا.

وقال ترامب إن الهدف من الخطة هو جعل غزة “ريفيرا الشرق الأوسط”، مضيفًا: “أعتقد أن الشيء الصحيح وفق قوانين الحرب هو السماح للسكان بالمغادرة، ثم التعامل مع العدو المتبقي بكل قوة”، بحسب تصريحات نتنياهو لقناة 24 العبرية في 12 أغسطس.

خطة نقل فلسطينيين إلى دول متعددة

بحسب مصادر إن بي سي نيوز، تسعى خطة ترامب لنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني بشكل دائم من غزة إلى دول إفريقية وعربية، منها ليبيا. في فبراير 2025، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن المغرب، وولاية بونتلاند في الصومال، وجمهورية أرض الصومال، تمثل خيارات محتملة ضمن الخطة المثيرة للجدل.

وتسعى بعض هذه الدول، مثل بونتلاند وصوماليلاند، إلى الاعتراف الدولي بسيادتها على أراضيها، بينما يسعى المغرب للحصول على الاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية المحتلة. ويبدو أن إدارة ترامب قد تستغل نقاط ضعف هذه الدول لتنفيذ خطة نقل الفلسطينيين من غزة.

ردود الفعل الدولية والمحلية

أثارت المحادثات المخاوف الدولية حول حقوق الإنسان واللجوء القسري، بينما تواصل مصر الضغط لمنع تنفيذ أي خطة قد تؤدي إلى تهجير جماعي للفلسطينيين. ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من الأمم المتحدة بشأن هذه المحادثات، في حين يراقب المجتمع الدولي التطورات عن كثب، خاصة في ظل استمرار الحرب والدمار في غزة منذ أكتوبر 2023.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى