غزة تحاصر ترامب في عقر داره.. 58% من الأميركيين يؤيدون دولة فلسطينية

كشفت نتائج استطلاع جديد أجرته وكالة رويترز/إبسوس أن غالبية الشعب الأميركي باتوا يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية، في مؤشر على تحوّل كبير في المزاج الشعبي الأميركي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه سياسات إسرائيل في غزة.
ووفقًا للاستطلاع، الذي صدر اليوم 20 أغسطس 2025، قال أكثر من نصف المواطنين الأميركيين إنه يجب على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية. وأظهرت النتائج أن 58% من الأميركيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين كدولة، في حين عارض الفكرة 33%، بينما امتنع 9% عن الإجابة.
وأشار التقرير إلى أن هذا الاستطلاع أُجري على مدى ستة أيام، وأُغلق يوم الاثنين، أي بعد إعلان كلٍّ من كندا وبريطانيا وفرنسا نيتهم الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين.
الأميركيون يطالبون بموقف تجاه غزة
لم يقف الأمر عند حدود الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ وجد الاستطلاع أيضًا أن 65% من الأميركيين يعتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ إجراءات في غزة لمساعدة السكان الذين يتعرضون للمجاعة بسبب إسرائيل، بينما عارض ذلك 28%.
ومن بين المعارضين، أشار الاستطلاع إلى أن 41% منهم ينتمون إلى الحزب الجمهوري أو متحالفون مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يقود خطًا سياسيًا تحت شعار “أميركا أولًا”، ويدفع مع حزبه نحو تقليص المساعدات الإنسانية والغذائية الدولية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالأزمة الإنسانية في غزة.
انتقادات متزايدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية
أظهر الاستطلاع كذلك أن 59% من الأميركيين يعتبرون الرد الإسرائيلي في غزة “مفرطًا”، مقابل 33% لا يوافقون على هذا الوصف. هذه النسبة تمثل ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي، حيث رأى 53% أن الرد الإسرائيلي مفرط مقابل 42% لم يوافقوا.
تراجع مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة
تؤكد هذه النتائج وجود انخفاض حاد في صورة إسرائيل لدى الرأي العام الأميركي، وهو ما انعكس أيضًا في استطلاعات رأي أخرى:
- أظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في أبريل 2025 أن 53% من الأميركيين ينظرون إلى إسرائيل بشكل سلبي، ارتفاعًا من 42% في مارس 2022.
- أما استطلاع غالوب في يوليو الماضي فأوضح أن 32% فقط يؤيدون العمل العسكري الإسرائيلي في غزة، بينما 60% يعارضونه.
- كما كشف استطلاع مؤسسة بروكينغز أن 45% من الناخبين الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، في حين عارض ذلك 31%.
ويرى محللون أن هذا التحوّل في الموقف الأميركي الشعبي يعود إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، واستمرار الهجوم الإسرائيلي لفترات طويلة، إضافة إلى الفجوة الجيلية داخل المجتمع الأميركي، حيث تنظر الأجيال الشابة بعين نقدية أكبر إلى إسرائيل، وهو ما ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيمه ونشره على نطاق واسع.
لندن – اليوم ميديا