بعد دعوة الهجري… هل يشهد جنوب سوريا انفصالاً قريباً؟

طالب حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، “شرفاء العالم والدول الحرة بالوقوف معنا لإعلان إقليم منفصل” في جنوب سوريا، في خطوة تعكس تصاعد المطالب الدرزية بالاستقلال الأمني والسياسي عن دمشق.

الهجري: الدفاع عن الطائفة الدرزية حق مشروع

خلال رعايته اجتماعاً لتوحيد الصفوف والانضمام إلى الحرس الوطني الدرزي في دارته ببلدة قنوات في السويداء، قال الهجري: “مشوارنا بدأ بعنوان جديد بعد المحنة الأخيرة التي كان القصد منها إبادة الطائفة الدرزية في سوريا.”

وأكد الهجري أن “مررنا بمحنة وجود هدفها إبادتنا كطائفة درزية، نحن دعاة سلام ولسنا دعاة شر.. لكن من حقنا الدفاع عن أنفسنا، فما حصل مؤخراً كان هجمة بربرية ووحشية علينا”.

وشدد على ضرورة العناية بتفاصيل الترتيبات الجديدة في السويداء، في ظل إنشاء الذراع العسكري الدرزي، مع ضمانة دولية لدعم أمن الطائفة وحمايتها.

إنشاء الحرس الوطني الدرزي واللجان القانونية

أعلن الهجري عن “الترتيبات الجديدة المتمثلة بإنشاء الحرس الوطني واللجان القانونية”، وهي خطوة وصفها المحللون بأنها محاولة لتوحيد الفصائل المسلحة الدرزية تحت قيادة مركزية، مع تعزيز الهيكل القانوني والإداري للطائفة في المحافظة.

وفي هذا السياق، أعلن 30 فصيلاً مسلحاً في السويداء، في فيديو مصور بحضور الهجري الأسبوع الفائت، اندماجهم ضمن الحرس الوطني في السويداء، بهدف الإشراف على الأوضاع الأمنية المحلية، مؤكّدين التزامهم المطلق بقرارات الهجري واعتباره الممثل الشرعي للطائفة الدرزية في المحافظة.

دعم دولي وإقليمي للطائفة الدرزية

شكر الهجري الدول التي وقفت مع دروز سوريا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وخص بالذكر دروز إسرائيل لدعمهم المجتمع الدرزي في سوريا.

ويرى مراقبون أن هذا التحرك الدرزي يأتي في سياق تعزيز النفوذ المحلي للطائفة والدفاع عن مصالحها الأمنية والسياسية، في ظل التوترات المتزايدة في جنوب سوريا والصراعات الإقليمية المحيطة بالمحافظة.

السياق الإقليمي والدولي

يشير المحللون إلى أن مطالب الطائفة الدرزية بالاستقلال الإقليمي عن دمشق تأتي في ظل استراتيجية أكبر للطوائف والمكونات السورية لتأمين مناطق نفوذ محمية دولياً، لا سيما بعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي استهدفت أبناء الطائفة في السويداء.

ويمثل الحرس الوطني الدرزي خطوة مهمة في تحويل الطائفة الدرزية من قوة محلية متفرقة إلى كيان عسكري وأمني موحد، قادر على إدارة شؤون المحافظة بشكل مستقل نسبياً، مع تعزيز قدرة المجتمع الدرزي على الدفاع عن نفسه.

الخلاصة

يشكل خطاب الهجري والتحركات الجديدة للفصائل المسلحة الدرزية في السويداء مرحلة مهمة في الصراع السوري المحلي والإقليمي، حيث تطرح الطائفة فكرة إقليم مستقل تحت ضمانة دولية، وهو ما قد يفتح باب الحوار أو المواجهة مع دمشق، ويزيد من أهمية السويداء على خريطة الصراع في سوريا.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى