ماكرون يكسر الصمت ويصفع نتنياهو برسالة غير مسبوقة: فلسطين قادمة!

وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رداً شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد اتهامه لفرنسا بدعم حركة “حماس”. الرسالة التي نشرت صحيفة لوموند تفاصيلها، حملت انتقادات حادة لسياسات تل أبيب في غزة، وأكدت في الوقت نفسه التزام باريس بالاعتراف بدولة فلسطين باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
معاداة السامية ليست أداة سياسية
شدد ماكرون في خطابه على أن “مكافحة معاداة السامية لا يمكن أن تكون أداة للاستغلال السياسي”، مذكراً بأنه منذ توليه الرئاسة عمل على حماية المواطنين اليهود، وخصص آلاف الضباط لحماية أماكنهم ودور عبادتهم. وأكد أن اتهام فرنسا بالتقاعس “إهانة لا يمكن قبولها”.
رفض تبرئة إسرائيل من جرائم غزة
في رسالة صريحة، أوضح ماكرون أن تبني فرنسا لتعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست” لا يعني إعفاء إسرائيل من مسؤولياتها عن ما يحدث في غزة. وقال: “لدينا خلافات جوهرية معكم، لكننا في الوقت نفسه ملتزمون بحق إسرائيل في الأمن والوجود”.
دولة فلسطينية ضرورة للسلام
أكد الرئيس الفرنسي أن الحل يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، منزوعة السلاح، تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل. وأضاف أن هذا الموقف لا يعني التساهل مع “حماس”، بل العكس تماماً، فالدولة الفلسطينية هي السبيل لإنهاء وجود الحركة ومنع استمرار الحروب الدموية.
الكارثة الإنسانية في غزة لا تُبرر
ماكرون وصف ما يحدث في غزة بأنه “كارثة إنسانية لا يمكن تبريرها”، محذراً من أن النزوح الجماعي والمجاعة سيتركان آثاراً مباشرة على أمن المنطقة وأوروبا أيضاً. وأكد أن فرنسا والسعودية قادتا مشاورات دولية في نيويورك لتأمين اليوم التالي للحرب، تتضمن ترتيبات أمنية وانتقالية في القطاع.
تحذير من إعادة احتلال غزة
انتقد ماكرون قرار الحكومة الإسرائيلية بدء مرحلة لإعادة احتلال غزة، مؤكداً أن ذلك “سيكلف الإسرائيليين والفلسطينيين ثمناً باهظاً، ويفوت الفرصة التاريخية لتحويل المكاسب العسكرية إلى نصر سياسي دائم”. وأضاف: “بدلاً من الفوز بالسلام، ستجد إسرائيل نفسها في صراع أبدي يعزز عزلتها الدولية”.
ضم الضفة لن يحقق النصر
في تحذير آخر، شدد ماكرون على أن ضم الضفة الغربية وتجويع الفلسطينيين “لن يحقق النصر لإسرائيل”، بل سيؤدي إلى نتائج عكسية، ويمنح الذريعة لمن يرفضون الاعتراف بشرعية الدولة العبرية. واعتبر أن هذه السياسات “تدمر صورة إسرائيل الأخلاقية عالمياً، وتغذي موجات جديدة من معاداة السامية”.
فلسطين لن تختفي من الخريطة
أوضح الرئيس الفرنسي أن الفلسطينيين “لن يختفوا من أرضهم التي تضرب جذورهم فيها”، داعياً إسرائيل إلى استغلال اللحظة التاريخية لتحقيق السلام بدلاً من الانزلاق إلى دوامة عنف بلا نهاية. وأضاف: “لا يمكن لفرنسا أن تقف مكتوفة الأيدي أمام دولة صديقة تتجاهل هذه الفرصة التاريخية”.
وقف إطلاق النار بات ممكناً
أشار ماكرون إلى أن “إيجاد إطار عمل لوقف إطلاق النار أصبح في متناول اليد”، متسائلاً: “ما هو البديل الذي تقدمونه لحلفائكم وشعبكم اليوم؟”. وأكد أن الفرصة التاريخية لتحقيق السلام قائمة الآن، داعياً نتنياهو إلى “التحلي بالشجاعة والإنسانية” لإنهاء الحرب.
دعوة لوقف إعادة الاستعمار
في ختام رسالته، دعا ماكرون نتنياهو إلى التوقف عن “إعادة استعمار غزة والضفة الغربية”، معتبراً أن ذلك مسار غير قانوني ومدمر. وأكد أن المجتمع الدولي مستعد للعمل مع إسرائيل إذا اختارت طريق السلام والازدهار، بدلاً من الحرب الدائمة.
الخلاصة
رسالة ماكرون إلى نتنياهو لم تكن مجرد رد دبلوماسي، بل إعلان موقف فرنسي صريح:
- لا لتسييس معاداة السامية
- لا لتبرئة إسرائيل من حرب غزة
- نعم للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة
وبذلك، وضع الرئيس الفرنسي النقاط على الحروف، راسماً معادلة جديدة للسلام في المنطقة: إسرائيل لن تنعم بالأمن إلا بوجود فلسطين حرة ذات سيادة.
لندن – اليوم ميديا