بعد افتتاحها: هل القبة الفولاذية التركية تغيّر توازن الدفاع الجوي بالشرق الأوسط؟

في خطوة استراتيجية بارزة، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء الماضي نظام الدفاع الجوي المتكامل في تركيا، المعروف باسم “القبة الفولاذية”. 

واصفًا إياه بأنه لحظة فاصلة لصناعة الدفاع التركية والقدرات العسكرية للبلاد. وقال أردوغان في حفل أقيم في منشآت المقاول الدفاعي أسيلسان في أنقرة: “هذه الأنظمة هي استعراض للقوة بالنسبة لتركيا، وفي الدفاع الجوي نحن نستهل حقبة جديدة لتركيا الحبيبة”.

ملامح النظام الجديد

أعلنت الحكومة التركية في أغسطس من العام الماضي عن بدء تطوير نظام القبة الفولاذية، الذي يدمج منصات وأجهزة استشعار للدفاع الجوي البحري والبري في شبكة موحدة لحماية سماء تركيا من أي تهديدات. وأشار الرئيس أردوغان إلى أن المرحلة الأخيرة من المشروع تتكون من 47 مركبة بتكلفة إجمالية تبلغ 460 مليون دولار، مضيفًا أن هذه الخطوة تهدف إلى إلهام الثقة في الحلفاء وزرع الخوف في أعداء تركيا.

ولم تحدد الحكومة حتى الآن الموعد الدقيق لبدء تشغيل النظام بشكل كامل، وقال أردوغان: “لا يمكن لأي دولة لا تستطيع تطوير نظام رادار ودفاع جوي خاص بها أن تنظر إلى مستقبلها بثقة في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة، خاصة في منطقتنا الحساسة”.

آراء الخبراء الغربيين

1. تقييم القدرات والتحديات

وفقًا لتحليل نشرته مجلة “Al-Monitor”، يُعتبر مشروع القبة الفولاذية تقدمًا كبيرًا في قدرات الدفاع الجوي التركية. النظام يدمج تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة متعددة الطبقات، مما يعزز من فعاليته في مواجهة التهديدات الجوية المتنوعة. ومع ذلك، يشير التحليل إلى أن تنفيذ هذا المشروع يواجه تحديات تتعلق بالتكامل بين الأنظمة المختلفة وضمان استدامتها التشغيلية في ظل التهديدات المتزايدة.

2. التأثير على العلاقات الإقليمية والدولية

من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن تطوير تركيا لنظام دفاع جوي متقدم قد يؤثر على توازن القوى في المنطقة. على سبيل المثال، يشير تحليل نشرته “Forbes” إلى أن تطوير تركيا لنظام دفاع جوي مشابه للقبة الحديدية الإسرائيلية قد يثير ردود فعل من الدول المجاورة، مثل اليونان، التي تسعى أيضًا لتعزيز قدراتها الدفاعية. 

3. تقييم الخبراء العسكريين

أحمد أكيول، الرئيس التنفيذي لشركة أسيلسان التركية، وصف القبة الفولاذية بأنها “نظام واعد” وقال: “جميع الدول ترغب في امتلاك مثل هذا النظام”. وأضاف أن تركيا، كعضو في الناتو، مستعدة للمساهمة في تعزيز السلام والازدهار لجميع الدول الشقيقة والحليفة. 

الخلاصة

يُعتبر نظام “القبة الفولاذية” خطوة استراتيجية هامة نحو تعزيز القدرات الدفاعية التركية وتحقيق الاستقلالية في مجال الدفاع الجوي. ومع ذلك، يواجه المشروع تحديات تتعلق بالتكامل بين الأنظمة المختلفة وضمان استدامتها التشغيلية. كما أن تطوير هذا النظام قد يؤثر على العلاقات الإقليمية والدولية، مما يستدعي متابعة دقيقة لتطورات هذا المشروع وتأثيراته المحتملة على توازن القوى في المنطقة.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى