أزمة الاستخبارات الأميركية تهز تحالف “العيون الخمس”.. ماذا يحدث خلف الكواليس؟

اتهم خبراء استخبارات مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد برفض مشاركة معلومات حساسة تتعلق بالمفاوضات حول أوكرانيا مع أقرب حلفاء الولايات المتحدة.

ويُنظر إلى هذا الموقف على أنه يصب في صالح موسكو، ويثير مخاوف بشأن استقرار تحالف “العيون الخمس”، أحد أقدم وأقوى شبكات التجسس في العالم.

وحسب وكالة فرانس برس، تحدثت غابارد خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض حول إدارتها لمعلومات الاستخبارات، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن أخفت معلومات حيوية حول مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا عن حلفائها التاريخيين.

وقالت قناة سي إن بي سي (CNBC)، نقلاً عن مذكرة سرية، إن تولسي غابارد (43 عامًا) منعت منذ أواخر يوليو جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية من تبادل معلومات حول المفاوضات مع دول تحالف “العيون الخمس”، الذي يضم بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

من جهته، حذر موقع بوليتيكو من أن الصمت الأمريكي بدأ يؤثر على حلفاء يُفترض أنهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في مقدمة تبادل المعلومات الاستخباراتية الحساسة، مؤكدًا أن هذا الأمر يثير مخاوف خبراء الاستخبارات حول استقرار التحالف.

ويعد تحالف “العيون الخمس” أحد أكثر شبكات أجهزة الاستخبارات تنظيمًا منذ تأسيسه عام 1946، ويعتمد على تبادل المعلومات الدقيقة بين أعضائه لمواجهة التهديدات الدولية، بما في ذلك التجسس الإلكتروني والأمن السيبراني ومراقبة التحركات العسكرية.

رد واشنطن وطمأنة الحلفاء

بعد انتشار هذه التقارير، سارعت الولايات المتحدة إلى التهدئة وطمأنة حلفائها بشأن استمرارية التعاون الاستخباراتي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الاستخبارات الوطنية أوليفيا كولمان، دون الإشارة صراحة إلى المفاوضات مع روسيا وأوكرانيا: “تعاون الولايات المتحدة في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع حلفائنا أقوى من أي وقت مضى.”

ورغم التصريحات الرسمية، يظل خبراء الاستخبارات يراقبون عن كثب خطوات واشنطن، معربين عن قلقهم من أن أي تراجع في الشفافية داخل التحالف قد يضعف الثقة المتبادلة ويؤثر على كفاءة عمل أجهزة الاستخبارات في مواجهة التحديات العالمية.

تحليل الخبراء

يرى محللون غربيون أن هذه الأزمة تكشف الضغوط الكبيرة على الولايات المتحدة بين الحفاظ على أسرار حساسة والتزاماتها تجاه الحلفاء. كما يشيرون إلى أن منع تبادل المعلومات قد يكون خطوة تكتيكية مؤقتة لضمان السيطرة على المعلومات الأكثر حساسية، لكنها تحمل في طياتها مخاطر إضعاف الروابط التاريخية بين الدول الأعضاء في تحالف “العيون الخمس”.

ويؤكد خبراء آخرون أن هذه الأزمة تعكس تعقيدات السياسة الاستخباراتية الحديثة، حيث تتداخل المصالح الجيوسياسية مع الحاجة إلى التعاون الوثيق بين الحلفاء، خصوصًا في ملفات حساسة مثل الأزمة الروسية-الأوكرانية والتحديات الأمنية في أوروبا وآسيا.

الخلاصة

تظل مسألة الشفافية والتنسيق داخل تحالف “العيون الخمس” محور متابعة دقيقة من قبل المجتمع الدولي، في ظل المخاطر المحتملة على الاستقرار الاستخباراتي العالمي. وبينما تسعى واشنطن لطمأنة حلفائها، فإن الخبراء يحذرون من أن أي تراجع في تبادل المعلومات قد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على أقوى شبكة تجسس تاريخية في العالم.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى