منظمة شنغهاي تتحدى واشنطن: عرش الدولار يهتز ومستقبله في خطر

تناولت قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحدي الهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي وتقويض دور الدولار كعملة أساسية في التجارة الدولية. تأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الصين وروسيا لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وإنشاء نظام مالي وتجاري متعدد الأقطاب.

قمة تيانجين: طموحات الصين وروسيا لتعزيز دور منظمة شنغهاي

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن العالم يمر بـ”مرحلة جديدة من الاضطراب” وأن الحوكمة العالمية على مفترق طرق، داعياً إلى إطار حكم دولي أكثر عدلاً وتوازناً. من جانبه، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية دور منظمة شنغهاي للتعاون في تأسيس “نظام حكم عالمي أكثر عدلاً ومساواة”.

أحد أهم نتائج القمة كان الإعلان عن إنشاء بنك تنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون، ليكون مقرضًا ميسرًا للدول الأعضاء ويقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي في التجارة والتمويل. وقالت وكالة شينخوا إن هذا البنك يمثل خطوة استراتيجية طويلة الأمد نحو إنشاء نظام دفع بديل يعزز استقلال الكتلة المالية عن الهيمنة الأمريكية.

إزالة الدولرة: هدف استراتيجي للقمة

كانت إزالة الدولرة من المعاملات المالية أحد أبرز المواضيع التي ناقشتها القمة، حيث دعت الصين نحو 30 دولة نامية لمناقشة سياسات تجارية تقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

  • الصين وروسيا قامتا بتسوية 92% من تعاملاتهما الثنائية بالعملات المحلية (اليوان والروبل).
  • تم اقتراح منصة تداول رقمية بديلة لتجاوز نظام الدولار الأمريكي.
  • هذه الإجراءات تعكس طموح الصين لتصبح مهندس النظام المالي العالمي الجديد.

تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي

ركزت القمة أيضاً على التعاون الاستراتيجي في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي:

  • تم الإعلان عن خارطة طريق لتطوير الذكاء الاصطناعي مع حقوق متساوية لجميع الدول الأعضاء.
  • إنشاء مركز تعاون لتطبيق الذكاء الاصطناعي وتعزيز النماذج مفتوحة المصدر.
  • استخدام نظام بيدو الصيني كبديل لنظام تحديد المواقع الأمريكي لتعزيز الاستقلال التكنولوجي.

توسع عضوية منظمة شنغهاي وتعزيز النفوذ الجيوسياسي

نمت المنظمة بشكل كبير منذ تأسيسها عام 2001، لتضم الآن 10 أعضاء كاملين و17 دولة شريكة، بما فيها لاوس وطلبات عضوية من أرمينيا، ما يعزز الوزن الجيوسياسي والاقتصادي للكتلة ويزيد من قدرتها على تحدي الهيمنة الأمريكية.

الدعم المالي: تعزيز الاستقلال الاقتصادي

تعهدت الصين بتقديم 2 مليار يوان كمساعدات مجانية و10 مليارات يوان كقروض لأعضاء المنظمة على مدى ثلاث سنوات، وهو ما يعزز الروابط الاقتصادية الداخلية للكتلة ويقلل من الاعتماد على المؤسسات المالية الغربية التقليدية.

المدى المستقبلي: تهديد هيمنة الدولار

تدل جميع هذه المبادرات – إنشاء بنك التنمية، إزالة الدولرة، تعزيز التعاون التكنولوجي والاقتصادي، وتوسيع العضوية – على احتمال تحولات كبرى في النظام المالي العالمي. وقد يؤدي ذلك إلى تقويض هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة والتمويل العالميين على المدى الطويل، ما يشير إلى دخول العالم مرحلة متعددة الأقطاب تتحدى سيطرة واشنطن.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى