كارثة في أفغانستان: أكثر من 4,000 قتيل وجريح بعد زلزال قوي

ضرب زلزال بقوة 6.0 درجة، مع عدة هزات ارتدادية، مناطق ننغرهار وكونار في شرق أفغانستان خلال الليل، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1,411 شخصًا وإصابة أكثر من 3,000 آخرين، وفقًا لما أعلنته طالبان يوم الثلاثاء، 2 سبتمبر 2025. الزلزال وقع على عمق ستة أميال فقط تحت سطح الأرض، مما جعله مدمرًا بشكل خاص للقرى المبنية من الطين والحجر.

جهود الإنقاذ تواجه صعوبات

ظل العديد من السكان محاصرين تحت أنقاض منازلهم في وديان جبلية وعرة، حيث واجه رجال الإنقاذ صعوبة بالغة في الوصول إلى المناطق النائية بسبب التضاريس الوعرة وسوء الأحوال الجوية. وفقًا لمراسل وكالة حماية البيئة، دمرت ثلاث قرى بالكامل في كونار، بينما تضررت العديد من القرى المجاورة بشكل جسيم.

قال عبد الله، أحد الناجين: “لا توجد غرفة واحدة صالحة للوقوف في هذه القرية. تشير آثار الكارثة إلى أن الحياة هنا انتهت في ثوانٍ معدودة.”

طلب المساعدات الدولية

دعت طالبان والممثلون المحليون إلى تقديم مساعدات عاجلة، بما في ذلك فرق طبية وسيارات إسعاف ومعدات إنقاذ. حذّر الخبراء من أن استمرار نقص الدعم الدولي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق. وقال أسامة مالك، خبير القانون الدولي: “يجب صرف أموال الحكومة الأفغانية المجمدة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى مباشرةً للمنظمات الإنسانية لتخفيف المعاناة.”

التداعيات الإنسانية والاقتصادية

تأتي الكارثة في وقت تعاني فيه أفغانستان أزمة اقتصادية حادة وانقطاعًا شبه كامل للمساعدات الدولية منذ استيلاء طالبان على السلطة عام 2021. وقد أدت السياسات المتشددة، بما في ذلك حظر تعليم الإناث، إلى انخفاض كبير في التمويل الدولي. زاد الزلزال من الضغط على الموارد المحدودة للحكومة، حيث تكافح لاستيعاب اللاجئين العائدين من باكستان وإيران.

استجابة المجتمع الدولي

أعلنت بريطانيا تقديم دعم مالي عاجل للمتضررين، مع التأكيد على توجيه المساعدات عبر شركاء موثوقين لتجنب وصولها مباشرة إلى إدارة طالبان. وأعربت الولايات المتحدة عن تعازيها، لكنها لم تحدد بعد تفاصيل المساعدة الفعلية. كما عرضت دول أخرى، منها الهند والصين، تقديم دعم إغاثي عاجل.

الزلزال وتأثيره على البنية التحتية

دُمرت معظم المنازل التقليدية، وتحولت القرى إلى أنقاض، مما ترك آلاف الأشخاص بلا مأوى، مع نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب. وأشار المسؤولون إلى أن التوقعات تشير إلى ارتفاع أعداد القتلى مع وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق الأكثر عزلة.

التعاون الإقليمي والإنساني

تعمل فرق الإنقاذ مع السكان المحليين ليلًا ونهارًا للبحث عن ناجين، فيما تم نقل نحو 420 جريحًا وقتيلًا بواسطة 40 مروحية عسكرية تابعة لطالبان إلى المستشفيات. وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية شرفات زمان على ضرورة تقديم المساعدات الدولية بشكل عاجل لمعالجة الكارثة الإنسانية.

لندن – اليوم ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى