الغارديان تكشف لأول مرة: كيف يبني ترامب جيشه الخاص؟

تستعد إدارة دونالد ترامب لإطلاق أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، مع حملة تجنيد واسعة النطاق تستهدف توظيف 10 آلاف ضابط جديد من إدارة الهجرة والجمارك، إضافة إلى 3 آلاف عميل من الجمارك وحماية الحدود بحلول نهاية العام.

ويأتي هذا التوسع مع تمويل قياسي قدره 170 مليار دولار، وسط تحذيرات خبراء حقوق الإنسان ومسؤولين أمريكيين سابقين من تفاقم سوء السلوك والعنف بين الضباط بسبب تقصير فترات التدريب وتوسيع معايير التوظيف.

خفض سن التجنيد وتسريع التدريب

قامت وزارة الأمن الداخلي بتوسيع سن التوظيف لتشمل جميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر، بينما تم تقليص فترة التدريب من 13 أسبوعًا إلى 8 أسابيع. وتشمل التدريبات المختصرة فصول اللغة الإسبانية، التدريب على الأسلحة، والتعليم القانوني الأساسي.

يشير الخبراء إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى توظيف ضباط بدون معرفة كافية بالقوانين الأساسية للهجرة، مما يزيد من مخاطر انتهاكات حقوق الإنسان.

تاريخ طويل من سوء السلوك

تاريخياً، شهدت الولايات المتحدة حالات متعددة لسوء السلوك بين ضباط الهجرة والجمارك، بما في ذلك القتل والاعتداء الجنسي والاختطاف.
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ثبت أن بعض الضباط المنضمين حديثًا كانوا أعضاء في عصابات، وأدين بعضهم بجرائم قتل واغتصاب خارج الخدمة الرسمية.

وقال رالف باشام، مفوض الجمارك وحماية الحدود السابق: “لقد ارتكبنا بعض الأخطاء. اكتشفنا لاحقًا أننا وظفنا أعضاء في الكارتل.”

حملة ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي

أطلقت وزارة الأمن الداخلي حملة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، تضمنت صوراً وميمات تثير الجدل، ويشير بعض المراقبين إلى أنها تعكس أيديولوجيات متطرفة وعنصرية.

وشملت الحملة رسائل مثل: “دافع عن ثقافتك!” و”تأمين العصر الذهبي”، مع صور ساخرة تهدف لتشجيع الترحيل وفرض الخوف على المهاجرين.

تحذيرات حقوقية

يشير مسؤولو حقوق الإنسان إلى أن توسيع دائرة التجنيد وتسريع التدريب مع ضعف الرقابة سيؤدي إلى مزيد من الانتهاكات، بما في ذلك التمييز العنصري، واحتجاز الأشخاص بدون إذن قضائي، ومشاكل في التعامل مع المجتمعات الحدودية.

وقال نوح شرام، خبير استراتيجي: “إنهم يُسارعون في تعيين شاغلي هذه المناصب الحساسة، بينما يُضعفون المؤسسات المسؤولة عن ضمان الرقابة.”

كما أضاف سبنسر رينولدز، مستشار في مركز برينان: “هذه القضايا متأصلة في وزارة الأمن الداخلي، وقد تتفاقم مع هذه التوسعة السريعة.”

وصفة للكارثة؟

مع التوسع التاريخي وإجراءات التوظيف المثيرة للجدل، يحذر الخبراء من أن هذه السياسة قد تكون وصفة لكارثة على مستوى حقوق الإنسان، مع تأثيرات طويلة الأمد على المجتمعات الحدودية وارتفاع احتمالية الانتهاكات والعنف داخل مراكز الاحتجاز.

خلاصة

حملة ترامب لتوسيع قوة ضباط الهجرة والجمارك تمثل أكبر عملية ترحيل في التاريخ الأمريكي، لكنها تحمل معها تحذيرات قوية من تزايد الانتهاكات وسوء السلوك، ما يجعلها قضية حساسة على الصعيدين القانوني والحقوقي.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى