تقرير الجيش الإسرائيلي يكشف كل الأخطاء في هجوم غزة الأخير

كشفت وثيقة سرية مسربة من الجيش الإسرائيلي عن فشل عملية “عربات جدعون”، الهجوم الكبير الذي شُنّ ضد حركة حماس في غزة بين مايو وأغسطس 2025، في تحقيق أهدافها الأساسية، بما في ذلك إسقاط حماس أو تحرير الرهائن.
وأفادت قناة 12 العبرية ووسائل إعلام إسرائيلية أن الوثيقة وزّعت داخل الجيش الأسبوع الماضي من قبل مركز المعلومات العملياتية للقوات البرية، واطلع عليها عدة ألوية، مما أثار قلقًا داخليًا من عدم استعداد الجيش للسيطرة على مدينة غزة في الهجوم القادم، المعروف باسم “عربات جدعون 2”.
أخطاء استراتيجية وسوء إدارة الموارد
أوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي ارتكب كل خطأ ممكن خلال العملية، متهمًا نفسه بـ:
- سوء توزيع المساعدات الإنسانية، مما أتاح لحماس تحسين حملتها الإعلامية الدولية.
- فشل في فرض ضغط الوقت وإدارة الموارد بفعالية، واستنزاف القوات العسكرية والمعدات.
- اعتماد على منطق الردع بدلاً من السعي إلى نصر حاسم.
كما أشار التقرير إلى أن حماس استفادت من الظروف المتاحة لها، بما في ذلك الأراضي الآمنة والموارد المناسبة، لتنظيم حملات علاقات عامة ناجحة ضد إسرائيل.
الانتقادات الداخلية وتباين المواقف
على الرغم من إشادة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير، وضباط كبار علنًا بالعملية، يرى التقرير الداخلي أن العملية أظهرت ضعف التخطيط والتنسيق، وعدم الكفاءة في إدارة الموارد، واستنزاف القوى البشرية والمعدات، مع قلة الاستعداد لمواجهة حرب العصابات.
كما ذكر التقرير أن إسرائيل ركزت على تجنب الخسائر البشرية على حساب تحقيق النجاح العسكري، ما أتاح لحماس استغلال الموقف لتعزيز موقفها التفاوضي.
أثر العملية على مفاوضات الرهائن
وفقًا للوثيقة، ساعد الضغط العسكري الإضافي على زيادة عدد الرهائن الذين أبدت حماس استعدادها لإطلاق سراحهم، بينما رفضت الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لاقتراح وقف إطلاق نار مرحلي، مطالبًة بـ”صفقة شاملة” تشمل الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة، ونزع سلاح حماس وغزة بالكامل، وتسليم السيطرة إلى قوات عربية أو السلطة الفلسطينية.
رد الجيش الإسرائيلي على التسريب
نفى الجيش الإسرائيلي صحة الادعاءات في الوثيقة المسربة، مؤكدًا أن الأهداف المحددة للعملية قد تحققت جزئيًا، وأن التحقيق جارٍ في توزيع الوثيقة دون إذن الجهات المختصة.
لندن – اليوم ميديا