الحوثيون يهدّدون نتنياهو.. تصعيد يمني يربط غزة بإسرائيل

أصدرت حركة أنصار الله الحوثيين بيانًا صارمًا أعلنت فيه أن المنشآت الحكومية الإسرائيلية الرئيسية لن تبقى خارج مرمى نيرانهم، وشمل ذلك مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حسبما أفادت مصادر الحركة لصحيفة “إزفستيا” الروسية. تأتي هذه التهديدات في سياق تصعيد متواصل بين الحوثيين وإسرائيل، بعد سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء، والتي أسفرت عن مقتل عدد من قادة الحوثيين وبعض ممثلي الحكومة الائتلافية.
صواريخ باليستية وتهديدات متبادلة
وفي وقت سابق، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا على ناقلة نفط في البحر الأحمر بتاريخ 31 أغسطس، ردًا على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قيادتهم العليا.
وأكدت إسرائيل أن الغارات الجوية أدت إلى مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من الوزراء، ما دفع نتنياهو إلى التهديد بمواصلة العمليات العسكرية للقضاء على باقي القيادة الحوثية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، إذ يشهد الشرق الأوسط توترات متزايدة على خلفية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتصاعد النشاط العسكري في مناطق عدة، ما يجعل أي مواجهة بين الحوثيين وإسرائيل قابلة للتصعيد إلى مستوى إقليمي واسع.
تصعيد متداخل بين اليمن وإسرائيل وغزة
قال الباحث البارز في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، سيرغي سيريبروف، في مقابلة مع “إزفستيا”: “الغارة الجوية الإسرائيلية على صنعاء لم تقتل قادة الحوثيين فحسب، بل بعض ممثلي الحكومة الائتلافية. الأزمة اليمنية، التي كانت حتى وقت قريب محصورة داخل البلاد، بدأت تتشابك بشكل متزايد مع أجندة الشرق الأوسط.”
وأوضح سيريبروف أن العمليات العسكرية الحوثية تعتبر جزءًا من دعم غزة سياسيًا وعسكريًا، وأن الغارات الإسرائيلية على صنعاء توسّع “قائمة أهداف الحركة”، ما يزيد من تعقيد الوضع ويضع المنطقة أمام احتمال تصعيد مستمر قد يشمل دولًا إقليمية أخرى.
وأشار الباحث الروسي إلى أن الحوثيين ينظرون إلى القضية الفلسطينية ليس فقط كقضية قومية، بل كجزء من صراع أوسع بين العالم الإسلامي وإسرائيل، ما يجعل أي مواجهة عسكرية محلية في اليمن مؤثرة على الرأي العام العربي والإسلامي.
تحذير من تصعيد إقليمي واسع
وحذر سيريبروف من أن استمرار الهجمات والصواريخ الباليستية قد يؤدي إلى تأزم الوضع الإقليمي بالكامل، قائلاً: “تصاعد الصراع يحمل عواقب وخيمة، لا تقتصر على اليمن وإسرائيل، بل تشمل كامل منطقة الشرق الأوسط. إذا تصاعدت الأعمال القتالية، ستصبح المواجهة مركز اهتمام العالم العربي والإسلامي بأسره، ويكاد يكون من المستحيل تجنب التصعيد.”
وأضاف أن تصعيد الحوثيين مرتبط مباشرة بالتحولات السياسية في فلسطين وغزة، ما يعني أن أي خطوة إسرائيلية ضد الحوثيين قد تُفسر كجزء من الصراع الأوسع بين غزة وإسرائيل، ما يزيد من احتمالية دعم فصائل أخرى للحوثيين سياسيًا أو عسكريًا.
السياق الدولي وتأثيراته
من الناحية الدولية، يمثل الصراع اليمني – الإسرائيلي عامل توتر مهمًا في العلاقات بين القوى الكبرى. فبينما تدعو الولايات المتحدة ودول غربية إلى تهدئة الوضع، ترى روسيا والصين وأطراف إقليمية أن أي استهداف مباشر للحوثيين قد يزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي. ويضيف سيريبروف:
“الشرق الأوسط بأكمله أصبح مرتبطًا بصراع اليمن، حيث أن أي تطور عسكري هناك ينعكس فورًا على السياسات الإقليمية والدولية، سواء في الخليج أو على المستوى العربي والإسلامي.”
ويؤكد الخبراء أن الحوثيين قد يستخدمون تهديداتهم ضد إسرائيل كوسيلة لزيادة الضغط السياسي على تل أبيب، وربما كجزء من استراتيجية إعادة ترتيب التوازنات في المنطقة، خاصة في ظل التصعيد الأخير في غزة والقدرة العسكرية المتزايدة للحوثيين، بما في ذلك امتلاك صواريخ باليستية دقيقة المدى وأنظمة دفاع جوي محدودة لكنها مؤثرة.
لندن – اليوم ميديا