بلومبيرغ: هجوم إسرائيل على قطر يفضح جدية واشنطن

اعتبرت وكالة بلومبيرغ أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة تمثل رمزًا للصراع على غزة، وتكشف عن هشاشة جهود الوساطة الأمريكية في المنطقة. العملية التي نفذت يوم الثلاثاء جاءت بينما كان الطرفان يدرسان اقتراحًا أمريكيًا لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، لكنها صدمت العالم السياسي وأعادت تساؤلات جوهرية حول دور واشنطن في حماية حلفائها العرب.
غياب الالتزام الأميركي الجاد
يؤكد الكاتب مارك تشامبيون في بلومبيرغ أن الولايات المتحدة لم تبدِ التزامًا حقيقيًا بالسلام، رغم استمرار البيت الأبيض في الترويج لمبادرات إعادة إعمار القطاع وإخلائه، والتي وصفها المراقبون بالخيالية سابقًا. الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، رغم وجود قاعدة جوية أمريكية، يشير إلى أن واشنطن فشلت في منع العملية، وهو ما يعكس ضعف قدرتها على فرض التزاماتها على إسرائيل.
تصاعد التوتر وتأثيره الإقليمي
منذ نهاية الأسبوع، شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف في ثلاث دول: لبنان وقطر وسوريا، بالإضافة إلى هدم مبانٍ سكنية في غزة. وقد استنكرت الدول المستهدفة هذه الانتهاكات، مع تحذير من احتمالية ارتفاع عدد الضحايا. العملية أثارت قلق الدول العربية حول مدى حماية الولايات المتحدة لشركائها، وأعاد النقاش حول المستقبل الأمني في المنطقة، خاصة وأن الطريق نحو التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين يبدو مسدودًا.
وجهة النظر الإسرائيلية
يزعم المتشددون الإسرائيليون أن الهجوم على قيادة حماس في قطر هو جزء من العدوان الضروري لضمان الأمن القومي. وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قال إن “الإرهابيين لا حصانة لهم ولن يتمتعوا بها” في أي مكان بالعالم، في إشارة إلى استمرار الحملات العسكرية ضد الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة الغربية.
الوساطة الأميركية في مرمى الانتقاد
حتى الإدارة الأمريكية، التي حاولت تسيير العملية عبر الوسطاء، لم تكن قادرة على منع الهجوم، مما أثار تساؤلات حول جديتها في تحقيق اتفاق سلام حقيقي. ووفق تقارير، فإن إدارة ترامب أُبلغت بالهجوم قبل وقوعه مباشرة، لكنها لم تتمكن من اتخاذ إجراءات كافية لحماية الدوحة ومفاوضي حماس، وهو ما يعكس محدودية النفوذ الأمريكي على الساحة الإقليمية.
مستقبل مضطرب للصراع
العملية على الدوحة لم تكن مجرد غارة عابرة، بل تحذير حقيقي بأن الوضع في الشرق الأوسط يشهد إعادة رسم للتحالفات والتوازنات. وحتى التوصل لاتفاق سلام شامل يبقى مرهونًا بإرادة سياسية أمريكية وإسرائيلية صادقة، وإلا فإن الصراع سيستمر، مع استمرار تهديد المدنيين والرهائن، واستمرار حالة التوتر بين الدول العربية وإسرائيل.
لندن – اليوم ميديا