من هو عز الدين الحداد “شبح القسام” الذي عينته حماس في غزة؟

أعلن الجيش الإسرائيلي ومصادر أمنية محلية أن حركة حماس قامت بتعيين عزّ الدين الحدّاد رئيسًا جديدًا للجناح العسكري في مدينة غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون استباقية لمواجهة العمليات الإسرائيلية المتصاعدة في القطاع.

ويأتي هذا التعيين في ظل استمرار الضغوط العسكرية الإسرائيلية وتصاعد النزاع في المنطقة، وسط تكثيف القصف على مواقع الحركة وتحذيرات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة.

من هو عزّ الدين الحدّاد؟

عزّ الدين الحدّاد هو شخصية عسكرية بارزة في صفوف حركة حماس، ويعتبر من الأسماء المؤثرة في قيادة الجناح العسكري. قبل توليه منصبه الجديد، شغل الحدّاد قيادة لواء مدينة غزة، وكان مسؤولًا عن التخطيط الاستراتيجي لعمليات الدفاع والهجوم ضد الجيش الإسرائيلي في القطاع. ويعرف عنه أنه يمتلك خبرة واسعة في العمليات الميدانية وإدارة شبكات المقاومة داخل المدينة وخارجها، ما يجعله عنصرًا محوريًا في استراتيجيات الحركة المستقبلية.

خطة حرب العصابات في غزة

وفقًا للمصادر الإسرائيلية، فإن تعيين الحدّاد يأتي في إطار تحضيرات حماس لتطوير منظومة قيادة متكاملة تتضمن الجناح العسكري والجبهات الميدانية والخلايا الداخلية. وتشمل الاستراتيجية الجديدة تنفيذ حرب عصابات ضد القوات الإسرائيلية، بالاعتماد على التضاريس الحضرية وشبكات الأنفاق، بهدف إبطاء أي تقدم للقوات الإسرائيلية داخل المدينة.

وذكرت المصادر أن التعيين يهدف أيضًا إلى ضمان تنسيق أفضل بين قيادة اللواء والخلايا الميدانية، ما يعزز القدرة على الرد على الغارات والهجمات بشكل أكثر فعالية واستدامة.

الوضع العسكري في غزة

تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه غزة أحد أصعب الفصول العسكرية في تاريخها الحديث، حيث كثفت إسرائيل من عمليات القصف، ودعت آلاف المدنيين إلى إخلاء منازلهم نحو الجنوب، وسط مخاوف من أزمة إنسانية خانقة. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص يعيشون في مناطق غير آمنة، حيث لا يوجد ملاذ آمن من القصف المستمر.

ورغم الضغوط، يرفض كثير من السكان مغادرة منازلهم، مؤكدين أن أماكن الإيواء غير متاحة، وأن الأوضاع المعيشية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

تأثير التعيين على الصراع

تعيين عزّ الدين الحدّاد يعكس تصميم حماس على البقاء واستعادة قدراتها العسكرية مهما كانت الضغوط. ويأتي هذا التعيين أيضًا في سياق حرب مزدوجة تواجهها إسرائيل، بين غزة وتهديدات محتملة في الشمال مع حزب الله اللبناني، ما يجعل استنزاف القوات الإسرائيلية أكثر وضوحًا.

ووفقًا للمحللين، فإن هذا التحرك قد يزيد من صعوبة الحسم العسكري الإسرائيلي في القطاع، ويؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع، مع استمرار استهداف المدنيين والخسائر المتزايدة في البنية التحتية.

مع تعيين عزّ الدين الحدّاد رئيسًا للجناح العسكري لحماس في غزة، يبدو أن الحركة مستعدة للمرحلة القادمة من النزاع، وتعتمد على خطط استراتيجية متقدمة لمواجهة التحديات العسكرية والإسرائيلية. ويظل الوضع متقلبًا، مع مخاوف مستمرة من تصعيد النزاع وتأثيراته الإنسانية والسياسية على المنطقة بأكملها.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى