يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي يستنفر 12 ألف جندي على الحدود الأردنية

في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، كشفت عن قيام الجيش الإسرائيلي بتجنيد 12 ألف جندي احتياط طواعية لتعزيز الحدود مع الأردن، وبناء خطوط دفاعية جديدة في إطار استعداداته لأي محاولة تسلل محتملة مشابهة لعمليات 7 أكتوبر 2023.

وأشار التقرير إلى أن الجيش قام بتسريع إنشاء فرقة “جلعاد” (96) الشرقية لتأمين الحدود وتقديم استجابة سريعة لأي حادث، حيث تمتد الحدود الإسرائيلية الأردنية على 500 كيلومتر من خليج إيلات مروراً بالضفة الغربية وصولاً إلى منطقة “حمات غدير” في الجولان.

التحديات الأمنية على الحدود الأردنية

توصف الحدود مع الأردن بأنها من أكثر الحدود صعوبة في إسرائيل بسبب مساحتها الواسعة وبعض الأجزاء المفتوحة بالكامل، بينما تحتوي أجزاء أخرى على أسوار مثقبة تحتاج لسنوات لتصبح متكاملة.

وأوضح التقرير أن التحديات تشمل:

  • تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود.
  • احتمالية تسلل مسلحين فلسطينيين وعراقيين وخلايا تابعة للحوثيين.
  • صعوبة إحكام المراقبة على كامل الحدود رغم استخدام الكاميرات وأنظمة الاستشعار المتقدمة.

وأشار مسؤول عسكري عبر “يديعوت أحرونوت” إلى أن المهربين والمسلحين يدرسون تكتيكات الجيش ويطورون طرقاً جديدة للتهريب، ما يجعل المهمة الأمنية أكثر صعوبة.

إنشاء خطوط دفاعية ومستوطنات استراتيجية

تضمن تعزيز الأمن على الحدود عدة خطوات رئيسية:

  1. إعادة تأهيل مواقع خط المياه القديمة القريبة من الحدود الشرقية.
  2. إنشاء خط أول من المستوطنات في غور الأردن لتعزيز السيطرة الأمنية.
  3. إنشاء محور آلُون لربط غور الأردن بوسط إسرائيل.
  4. تعزيز الاستيطان وفق قرار مجلس الوزراء في مايو الماضي، بما يشمل:
    • إنشاء مراكز تعليمية للشباب والمعاهد الدينية.
    • إقامة مزارع زراعية لتأمين الأراضي.
    • توسيع المستوطنات وإنشاء أحياء شبابية كمراكز قوة تأهب.

كما تم تدريب مجندات للعمل على مركبات JLTV لتحل محل مركبات هامفي، ما يسهم في زيادة القدرة على الاستجابة للحوادث المفاجئة.

تعزيز الاستخبارات والمراقبة

تم إنشاء فوج استخباراتي جديد ضمن الفرقة الشرقية، من المتوقع اكتماله بحلول 2027، بالإضافة إلى استخدام مواقع قديمة وإعادة تأهيلها، وتغطية أجزاء كبيرة من الحدود بالكاميرات وأنظمة المراقبة.

وأكد الجيش أن الهدف الأساسي هو إحباط عمليات التهريب ومنع تسلل الأسلحة والعبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدبابات إلى الضفة الغربية، وضبط المشتبه بهم قبل تنفيذ أي هجمات.

التعاون الأردني ودور الفرقة الشرقية

أشار التقرير إلى أن التعاون مع الجيش الأردني يعتبر أساسياً، خاصة في إحباط أي محاولة تسلل جماعي. وأضاف أن الفرقة الشرقية، التي أُنشئت استناداً إلى دروس فشل 7 أكتوبر، ستكون جزءاً من المفهوم الأمني الجديد للجيش الإسرائيلي في مواجهة التهديدات المتنامية من الشرق، بما في ذلك التهديدات المدعومة من إيران.

منذ بداية العام، تمكن الجيش الإسرائيلي من إحباط 120 محاولة تسلل، وضبط حوالي 242 كيلوغراماً من المخدرات، واعتقال 11 مشتبهاً بهم، بحسب ما نقل التقرير عن مسؤولين أمنيين.

خلاصة

إن تعزيز الجيش الإسرائيلي للحدود الأردنية بالجنود، وإنشاء الفرقة الشرقية، وتوسيع الاستيطان على الحدود، يعكس تغيير المفهوم الأمني في إسرائيل بعد التحديات الأخيرة، ويهدف إلى تقليص حجم أي حادث مستقبلي على الحدود، وتحسين قدرة الدولة على مواجهة التهديدات عبر الحدود الشرقية بشكل فعال.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى