الغارديان: إسرائيل تمثل أكبر تهديد أمني لدول الخليج بعد ضربة الدوحة

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن إسرائيل أصبحت تُنظر إليها داخل العواصم الخليجية باعتبارها التهديد الأمني الأكبر في المنطقة، عقب الهجوم الأخير على الدوحة الذي استهدف قيادات من حركة حماس. واعتبرت الصحيفة أن العملية تمثل نقطة تحول في نظرة دول الخليج إلى موازين الاستقرار الإقليمي.

تصاعد المخاوف الخليجية من إسرائيل

أشارت الصحيفة إلى أن الاغتيال الذي نفذته إسرائيل في العاصمة القطرية هذا الأسبوع تخطى كل الخطوط الحمراء، إذ استهدفت العملية موقعًا كان يُدار فيه التفاوض بين تل أبيب وحماس بوساطة واشنطن. ورأت الصحيفة أن الضربة شكّلت تغييرًا جذريًا، حيث لم تعد إيران وحدها تُعتبر مصدر التهديد الرئيسي لاستقرار الخليج، بل أصبحت إسرائيل هي المزعزع الأبرز.

استياء قديم من قطر

ذكرت الغارديان أن إسرائيل طالما أبدت استياءً من دور قطر في تمويل غزة ضمن ترتيبات سابقة وافقت عليها واشنطن وتل أبيب، معتبرة أن تلك الأموال دعمت استقرار القطاع. إلا أن تل أبيب أعادت توصيف هذا الدعم بعد هجمات السابع من أكتوبر بأنه ساعد حماس في شن عمليات ضد إسرائيل، وهو ما زاد التوتر مع الدوحة، خصوصًا بعد تسريبات عن تورط مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في صفقات لها علاقة بالأموال القطرية.

تحول في أولويات الأمن الإقليمي

على مدار عقود، كان الأمن الخليجي يُعرّف أساسًا من خلال الخطر الإيراني وبرنامج طهران النووي ورعايتها لميليشيات إقليمية. غير أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة في غزة والضفة الغربية، وضرباتها في لبنان وسوريا وقطر، دفعت دول الخليج إلى إعادة صياغة رؤيتها. وأكدت الصحيفة أن هذه الدول بدأت ترى أن تهديد إسرائيل لاستقرار المنطقة تجاوز تهديد إيران في بعض الملفات.

تقاعس أمريكي يفاقم الأزمة

بحسب الغارديان، فإن غياب ردع أميركي واضح شجّع إسرائيل على المضي في هجماتها، ما عزز شعور العواصم الخليجية بتآكل الضمانات الأمنية الأميركية. واستحضرت الصحيفة تجربة الهجوم الإيراني على السعودية عام 2019، والذي لم تتمكن الدفاعات الأميركية من منعه، مشيرة إلى أن الهجوم الأخير على قطر قد يرسّخ قناعة خليجية بأن واشنطن لم تعد قادرة أو راغبة في كبح جماح حلفائها.

مستقبل العلاقات والتحالفات

ورجّحت الصحيفة أن يسرّع قادة الخليج التعاون فيما بينهم، ويعمّقوا شراكاتهم مع قوى أخرى مثل الصين وتركيا، مع إعادة تقييم فرص التطبيع مع إسرائيل. وأضاف التقرير أن الأنظمة الخليجية باتت أكثر تصميمًا على بناء استقلالية استراتيجية وتخفيف الاعتماد على المظلة الأمنية الأميركية، في وقت تتصاعد فيه حساسيات الرأي العام تجاه أي تقارب مع تل أبيب.

نقطة تحول في النظام الإقليمي

خلص تقرير الغارديان إلى أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة قد يكون لحظة فارقة في تاريخ الأمن الإقليمي، إذ أعاد تشكيل المعادلات التقليدية بين واشنطن وحلفائها، وفتح الباب أمام حقبة جديدة تتسم بتحوّل موازين القوى وصعود خيارات أمنية بديلة لدول الخليج.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى