اتفاق السويداء: فترة انتقالية وصولاً للاندماج برعاية أميركية وأردنية

أعلنت وزارة الخارجية السورية، اليوم الثلاثاء، أن دمشق تعمل مع واشنطن على التوصل إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل بشأن الجنوب السوري، في إطار خريطة طريق اعتمدتها سوريا بدعم من الولايات المتحدة والأردن حول محافظة السويداء.
وجاء في بيان الخارجية أن الخطة تتضمن أن “تعمل الولايات المتحدة، وبالتشاور مع الحكومة السورية، على التوصل لتفاهمات أمنية مع إسرائيل تعالج الشواغل الأمنية المشروعة لكل من سوريا وإسرائيل، مع التأكيد على سيادة سوريا وسلامة أراضيها”.
خارطة طريق “بناءة وعملية”
وصفت وزارة الخارجية السورية خريطة الطريق الخاصة بالسويداء بأنها “بناءة وعملية”، مؤكدة أنها تعتمد منهجية شاملة لتجاوز الأزمة في المحافظة.
وأوضحت أن السويداء “جزء أصيل من سوريا ولا مستقبل لها خارجها”، مشددة على أن مواطنيها متساوون بالحقوق مع جميع السوريين، مع الإشارة إلى الاتفاق على التعاون مع واشنطن وعمّان لتنفيذ خطوات عاجلة.
سحب المقاتلين وطرح مشروع وطني
تضمنت البنود سحب كافة المقاتلين المدنيين من حدود السويداء، ونشر عناصر منضبطة مكانهم، إضافة إلى طرح مشروع وطني يركز على الوحدة والتعددية والمساواة.
كما نص الاتفاق على فترة انتقالية وصولًا إلى الاندماج، وتشكيل قوة شرطة محلية تضم كافة المكونات بقيادة شخصية من المحافظة.
تشكيل مجلس محافظة لتحقيق المصالحة
أفادت الخارجية السورية بأن الاتفاق يشمل تشكيل مجلس محافظة يضم جميع المكونات بهدف تعزيز المصالحة الوطنية.
ومن العاصمة دمشق، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن وضع خارطة طريق واضحة حول السويداء، بدعم من الأردن والولايات المتحدة.
محاسبة مرتكبي الجرائم وإعادة الخدمات
أكد الشيباني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، أن الحكومة السورية تعمل على إعادة الاستقرار للجنوب السوري، مع محاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات، وإعادة الخدمات للمحافظة.
وأشار الوزير إلى إطلاق مسار لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الهدوء جنوب البلاد، لافتًا إلى أن الاتفاق يهدف أيضًا إلى عودة النازحين إلى مناطقهم.
دعم أميركي ودور أردني بارز
من جهته، شدد المبعوث الأميركي على التزام واشنطن برعاية ودعم الحكومة السورية، واعتبر أن دمشق تتخذ اليوم “خطوات تاريخية”. وأوضح أن الولايات المتحدة ساعدت سوريا والأردن في التوصل إلى خريطة الطريق، مثمنًا الدور الأردني الكبير.
أما الوزير الأردني أيمن الصفدي فاتهم إسرائيل بالسعي إلى تقسيم سوريا، قائلاً إن “إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم الأراضي السورية”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الخطة تلبي أيضًا احتياجات إسرائيل الأمنية.
خلفية الاشتباكات في السويداء
وكانت محافظة السويداء قد شهدت في 13 يوليو الماضي اشتباكات عنيفة استمرت أسبوعًا بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، ما دفع قوات الأمن الحكومية إلى التدخل لوقف المواجهات. وأسفرت الاشتباكات عن نزوح نحو 200 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة.
لندن – اليوم ميديا