إسرائيل تطرح اتفاقًا أمنيًا جديدًا على سوريا وسط وساطة أميركية

كشفت مصادر مطلعة أن إسرائيل قدمت لسوريا مقترحًا أمنيًا جديدًا يتضمن خريطة لمناطق مقترحة تمتد من جنوب غرب دمشق وصولًا إلى الحدود مع إسرائيل، وفق تقرير نشره موقع “أكسيوس” اليوم الثلاثاء.

ويأتي المقترح ضمن سلسلة اجتماعات ثلاثية تشمل إسرائيل وسوريا والولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يناقش وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، التفاصيل في لندن يوم الأربعاء بحضور المبعوث الأميركي توم باراك، الذي يتولى دور الوسيط بين الطرفين. وأوضحت المصادر أن المحادثات أحرزت تقدمًا ملموسًا، إلا أن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يبدو وشيكًا في الوقت الحالي.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أعلن الأسبوع الماضي أن دمشق تجري مفاوضات مع إسرائيل لإعادة القوات الإسرائيلية إلى مواقعها السابقة عقب إسقاط النظام السابق، مشيرًا إلى أن إسرائيل اعتبرت أن سوريا خرجت من اتفاق فضّ الاشتباك السابق، رغم التزام دمشق منذ البداية. وأضاف الشرع أن الاتفاق الجديد يسعى لإعادة الحدود إلى وضعها قبل الثامن من ديسمبر، بما يعكس حرص الجانبين على تجنب تصعيد الأوضاع.

في السياق ذاته، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أغسطس الماضي بأن حكومته تسعى لجعل الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح، في خطوة من شأنها أن تفتح الباب أمام استقرار طويل الأمد في المنطقة التي شهدت توترات مستمرة منذ الحرب.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل وسوريا لا تقيمان علاقات دبلوماسية رسمية، ولا يزال البلدان في حالة حرب منذ عام 1948، غير أن هذه المحادثات تشكل جزءًا من جهود أميركية لرأب الصدع وتحقيق قدر من الاستقرار في الجنوب السوري.

يُنظر إلى هذا المقترح على أنه خطوة تاريخية نحو حلحلة ملف الجنوب السوري، رغم أن التحديات لا تزال قائمة، إذ يحتاج أي اتفاق أمني إلى ضمانات واضحة من جميع الأطراف لتفادي أي انتكاسة محتملة. ويشير المراقبون إلى أن نجاح المحادثات قد يشكل نموذجًا نادرًا للتفاوض المباشر بين دولتين لا تزالان في حالة نزاع منذ عقود، مع تأثيرات محتملة على استقرار المنطقة ككل.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى