تهديدات من تل أبيب: إلى أين تتجه العلاقة المتوترة بين إسرائيل وأوروبا؟

هدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون سار دول الاتحاد الأوروبي بـ”الانتقام” في حال شرعت المفوضية الأوروبية بفرض العقوبات المقترحة على إسرائيل. وقال سار عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن “الإجراءات ضد إسرائيل ستضر بمصالح أوروبا نفسها”، واصفاً هذه الخطوات بـ”المشوهة أخلاقياً وسياسياً”.

وأضاف: “إسرائيل ستواصل القتال، بمساعدة أصدقائها في أوروبا، ضد محاولات إلحاق الأذى بها أثناء دخولها في حرب وجودية”.

وأكد أن أي خطوات ضد إسرائيل “سيتم الرد عليها بالمثل، ونأمل ألا تكون ضرورية”.

رفض إسرائيل للعقوبات الأوروبية

جاءت تصريحات سار بعد أن بعث برسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رفض فيها خطة تعليق بعض المزايا التجارية، واصفاً الاقتراح بأنه “غير متناسب” و”غير مسبوق”.

وأوضحت متحدثة باسم المفوضية أن أحد الخيارات قيد المناقشة هو تعليق عناصر اتفاقية الشراكة التي تحكم التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

واتهم سار بروكسل بالاعتماد على معلومات من حماس، قائلاً إنها تصب في مصلحة المنظمة الإرهابية، مؤكداً أن إسرائيل لن “ترهبها التهديدات” طالما أن أمنها مهدد.

استمرار التجارة العسكرية بين إسرائيل وأوروبا

على الرغم من التهديدات بفرض عقوبات، تظل تجارة الأسلحة الإسرائيلية مع الدول الأوروبية قوية. وذكرت بلومبيرغ في 11 سبتمبر أن الدول الأوروبية اشترت أسلحة إسرائيلية بقيمة 8 مليارات دولار العام الماضي، ما يجعلها أكبر مشتري لأنظمة الدفاع الإسرائيلية.

وأشار مسؤولان إسرائيليان كبيران إلى أن الطلب من أوروبا سيرتفع في الوقت الذي يستعد فيه حلف شمال الأطلسي لزيادة الإنفاق الدفاعي، وهو ما يضمن بقاء أكبر ثلاث شركات أسلحة إسرائيلية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالاقتصادات الأوروبية.

سياق التوتر العسكري والسياسي

تأتي هذه التهديدات من تل أبيب في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي مهاجمة مناطق متعددة في غرب آسيا، فيما وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستهداف قادة حماس “أينما كانوا”، بعد أيام من ضربة غير قانونية في الدوحة.

ويبرز هذا التوتر كجزء من تعقيدات العلاقة بين إسرائيل وأوروبا، بين التحديات الدبلوماسية والمصالح التجارية والعسكرية.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى