نتنياهو يهاجم اعتراف ثلاثي بفلسطين ويتوعد بضم الضفة

في تصعيد جديد للأزمة الفلسطينية – الإسرائيلية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، رفضه القاطع لاعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا الرسمي بدولة فلسطين، واصفًا هذه الخطوة بأنها “مكافأة كبيرة للإرهاب”، مؤكّدًا أن حكومته ستواصل توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وقال نتنياهو في بيان مقتضب نقلته وسائل إعلام عبرية: “أبعث برسالة واضحة: هذا لن يحدث، لن تُقام دولة فلسطينية”. وجاءت تصريحاته بعد ساعات من إعلان ثلاث دول غربية كبرى اعترافها بفلسطين، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لانضمام مزيد من حلفاء إسرائيل إلى هذا المسار الدبلوماسي، ما يضغط على تل أبيب لإعادة النظر في سياساتها تجاه الأراضي المحتلة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الرد الرسمي على هذه الاعترافات سيُعلن عند عودته من الولايات المتحدة، حيث يعتزم لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن. ومن المتوقع أن تتصدر هذه التطورات جدول أعماله، وسط مخاوف من أن تفتح تصريحات نتنياهو الباب أمام مواجهة جديدة مع المجتمع الدولي، ولا سيما الاتحاد الأوروبي، الذي ينظر بقلق إلى تصاعد الاستيطان وغياب مسار تفاوضي واضح.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس تمر فيه القضية الفلسطينية بمرحلة محورية، عقب سلسلة من المواقف الدولية التي أعادت إحياء النقاش حول حل الدولتين. فقد قادت فرنسا تحركًا دبلوماسيًا أوسع شجع عدة دول، بينها المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، على الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة، مع الإشارة إلى ضرورة إصلاح السلطة الفلسطينية وإحياء المفاوضات ضمن إطار سلام يضمن أمن إسرائيل وحقوق الفلسطينيين.
في المقابل، ترى الحكومة الإسرائيلية أن هذه الاعترافات تمثل تقويضًا لجهودها في مكافحة “الإرهاب”، وتخشى من أن تؤدي إلى موجة اعترافات أوسع تزيد من عزلة إسرائيل السياسية. كما حذر محللون من أن إعلان نتنياهو عن توسيع الاستيطان قد يفاقم التوترات في الضفة الغربية، ويدفع السلطة الفلسطينية إلى خطوات أحادية، بينما تتزايد الضغوط الشعبية في الأراضي المحتلة للمطالبة بتسريع الاعتراف الدولي.
ويرى مراقبون أن لهجة نتنياهو الحادة تعكس خشية حكومته من أن تؤدي هذه التطورات إلى تغيير قواعد اللعبة، خاصة إذا تحركت دول أخرى – مثل البرتغال ولوكسمبورغ ومالطا – لتكرار خطوة الاعتراف. ومع استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، وغياب أفق سياسي واضح، تبدو المنطقة أمام مرحلة جديدة من التحديات، حيث يشتد الجدل حول مستقبل حل الدولتين في ظل رفض إسرائيل واندفاع دولي لدعم الحق الفلسطيني.
لندن – اليوم ميديا