ترامب يفاجئ إسرائيل: لن أسمح بضم الضفة الغربية

في تصريح أثار ردود فعل واسعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، رافضاً دعوات من بعض الساسة الإسرائيليين لفرض السيادة على المنطقة.
وجاءت هذه التصريحات وسط ضغوط دولية وتحذيرات عربية من تداعيات خطيرة على مستقبل عملية السلام، في وقت تتواصل فيه الحرب في غزة لقرابة عامين دون أفق لوقف إطلاق النار، بحسب رويترز.
موقف ترامب: “كفى.. حان وقت التوقف”
قال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي:
“لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. كلا، لن أسمح بذلك. لن يحدث هذا. لقد كفى. حان وقت التوقف الآن”.
وجاءت هذه التصريحات أثناء وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك لإلقاء خطاب أمام الأمم المتحدة. وأشار مكتب نتنياهو إلى أن الرد على تصريحات ترامب سيكون بعد عودته إلى إسرائيل.
مخاوف أوروبية وضغوط عربية
ذكرت مصادر بريطانية أن هناك قلقاً من احتمال أن يعترف ترامب بالسيطرة الإسرائيلية على المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، رداً على اعتراف المملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا ودول أخرى بفلسطين.
من جهتها، حذرت دول عربية وإسلامية الرئيس الأمريكي من “العواقب الوخيمة” لأي خطوة نحو الضم، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، مشيراً إلى أن الرسالة وصلت بوضوح إلى ترامب.
توسع الاستيطان الإسرائيلي
منذ حرب عام 1967، توسعت إسرائيل في بناء المستوطنات داخل الضفة الغربية، حيث يعيش اليوم نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي وسط 2.7 مليون فلسطيني.
ويعتبر المجتمع الدولي هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، بينما ترفض إسرائيل ذلك بدعوى الروابط التاريخية والدينية، إضافةً إلى الأبعاد الأمنية.

وقد حظي مشروع استيطاني مثير للجدل يُعرف باسم “E1” بالموافقة النهائية في أغسطس/آب الماضي، وهو مشروع يهدد بعزل الضفة الغربية عن القدس الشرقية.
التحديات أمام الدولة الفلسطينية
وزير المالية الإسرائيلي بيزاليل سموتريتش، أحد أبرز رموز اليمين المتطرف، صرّح سابقاً بأن “الدولة الفلسطينية تتم إزالتها من على الطاولة”.
وتشير هذه المواقف إلى استمرار الانقسام العميق حول مستقبل الأراضي الفلسطينية.
الحرب المستمرة في غزة
بينما يتواصل الجدل السياسي، تعيش غزة حرباً مدمرة منذ ما يقرب من عامين، خلفت أكثر من 65 ألف شهيد فلسطيني وفقاً للسلطات الصحية المحلية.
ويعاني القطاع من دمار واسع النطاق، إضافة إلى أزمة إنسانية خطيرة، حيث أكد مرصد الجوع العالمي أن مناطق عدة في غزة تواجه شبح المجاعة.
خطة سلام أمريكية جديدة
طرحت الولايات المتحدة خطة سلام من 21 نقطة لإنهاء الحرب في غزة، بحسب المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.
وأوضح أنه تمت مشاركة الخطة مع قادة من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان.
وقال ترامب إنه أجرى محادثات مع نتنياهو وممثلين من الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن “الاتفاق بشأن غزة قد يحدث قريباً”، وأضاف:
“نريد استعادة الرهائن، ونريد استعادة الجثث، ونريد أن يسود السلام في تلك المنطقة”.
تصريحات ترامب تمثل منعطفاً مهماً في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، إذ جاءت وسط تصاعد الاستيطان وضغوط دولية وعربية متزايدة. وبينما يحاول المجتمع الدولي دفع عملية السلام، تظل غزة والضفة الغربية بؤرتين لأزمات إنسانية وسياسية معقدة.
لندن – اليوم ميديا