نتنياهو يعتذر لقطر رسميًا.. خطوة غير مسبوقة تهز الشرق الأوسط

في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الخليجية – الإسرائيلية، أعلنت وزارة الخارجية القطرية مساء اليوم في بيان رسمي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى اتصالًا هاتفيًا برئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قدّم خلاله اعتذارًا واضحًا وصريحًا عن انتهاك سيادة قطر في “هجوم الدوحة” الذي أسفر عن مقتل ضابط أمن قطري.

وجاء في البيان أن نتنياهو أعرب عن “بالغ أسفه وأسف حكومته” للحادثة المؤلمة، مؤكداً احترامه لسيادة دولة قطر ووحدة أراضيها، ومشدداً على أن ما جرى “لن يتكرر”. وأوضحت الوزارة أن الاتصال تم بوساطة أمريكية ومن داخل مكتب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لعب دورًا مباشرًا في تهيئة الأجواء لهذا التواصل.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن القيادة القطرية استمعت إلى الاعتذار، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن المحاسبة والمساءلة تبقى حقًا سياديًا لقطر، وأنها ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.

هذا الإعلان الرسمي أثار صدمة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث وصفه مراقبون بأنه “زلزال دبلوماسي” قد يغير مسار المشهد الإقليمي. وأشار خبراء إلى أن اعتذار نتنياهو يعد الأول من نوعه الذي يُوجَّه مباشرة إلى دولة خليجية، وهو ما قد يعكس حجم الضغوط الدولية المتصاعدة على إسرائيل بعد سلسلة من التوترات في المنطقة.

على مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت ردود الفعل بشكل حاد؛ إذ اعتبر البعض الخطوة بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين الدوحة وتل أبيب، بينما حذر آخرون من الانسياق وراء “رسائل سياسية محسوبة” قد تهدف فقط إلى امتصاص الغضب الخليجي والدولي دون تغيير فعلي في السياسات الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أكدت الخارجية القطرية أن قطر “تضع مصلحة شعبها وأمنها القومي فوق كل اعتبار”، وأنها ستتابع الموضوع ضمن أطرها القانونية والدبلوماسية، مشددة على أن دماء أبنائها لن تذهب هدرًا.

ويرى محللون أن هذا التطور، سواء قاد إلى تهدئة أو إلى مزيد من التصعيد، سيكون له تأثير مباشر على خريطة التحالفات في الخليج والشرق الأوسط. وبينما تترقب العواصم الإقليمية والعالمية خطوات الدوحة المقبلة، يبقى السؤال الأبرز: هل يشكل اعتذار نتنياهو بداية صفحة جديدة، أم أنه مجرد مناورة سياسية في لحظة ضاغطة؟

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى