حرب غزة تكشف انقسام الجمهوريين حول إسرائيل

أشعلت حرب غزة نقاشاً واسعاً داخل الحزب الجمهوري الأميركي، لتعيد رسم ملامح العلاقة بين القاعدة الشعبية والقيادات السياسية. ومع تصاعد الأصوات الأكاديمية والطلابية التي تنتقد الموقف الأميركي المؤيد لإسرائيل بلا شروط، بدأ كبار قادة الحزب يتجنبون المواجهة المباشرة مع جيل جديد من المحافظين الشباب الذين يرفضون الولاء التقليدي لإسرائيل.

استطلاعات الرأي تكشف الانقسام بين الأجيال

أظهر استطلاع جامعة ميريلاند (29 يوليو–7 أغسطس) تحولاً جذرياً في مواقف الجمهوريين:

  • 52% من الجمهوريين فوق 35 عاماً يتعاطفون مع إسرائيل.
  • 24% فقط من الجمهوريين الشباب (18–34 عاماً) يبدون التعاطف نفسه.

وعند تقييم الحرب في غزة:

  • 52% من كبار الجمهوريين يرون أن العمليات العسكرية الإسرائيلية مبررة.
  • 22% فقط من الشباب الجمهوري يوافقون على ذلك.

الخبير شيبلي تلهامي وصف هذا الانقسام بأنه “تغيير مذهل” في المزاج السياسي داخل الحزب.

تحول الرأي العام تجاه إسرائيل

أظهر مركز بيو للأبحاث ارتفاع الدعم غير المواتي لإسرائيل بين الجمهوريين تحت سن الخمسين من 35% في 2022 إلى 50% في 2025، في حين بقيت الفئة الأكبر سناً مستقرة تقريباً. كما أظهر استطلاع جامعة ميريلاند أن 41% من الأميركيين يرون أن العمليات الإسرائيلية في غزة تشكل “إبادة جماعية أو شبيهة بالإبادة الجماعية”، بينهم 14% من الجمهوريين.

الانقسام داخل القاعدة الإنجيلية

حتى بين الجمهوريين الإنجيليين المحافظين، برز الانقسام:

  • 69% من الإنجيليين الأكبر سناً متعاطفون مع إسرائيل.
  • الرقم ينخفض إلى 32% بين الشباب الإنجيليين، مع موافقة 36% فقط على مبررات العمليات في غزة.

شخصيات جمهورية تكسر الإجماع

برزت ثلاث شخصيات جمهورية بمواقف معارضة لأداء الحزب التقليدي تجاه إسرائيل:

  • مارغوري تايلور غرين: وصفت حرب غزة بأنها “إبادة جماعية”.
  • توماس ماسي: دعا إلى وقف فوري للمساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.
  • مات غايتز: انتقد البرنامج النووي الإسرائيلي وسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

الانقسام يتعزز بفروقات مصادر الأخبار:

  • 72% من الجمهوريين الذين يتابعون فوكس نيوز يدعمون إسرائيل.
  • بينما ينخفض الدعم إلى 35% بين من يعتمدون على السوشيال ميديا، حيث تنتشر روايات فلسطينية وتناقض السردية الرسمية الأميركية.

المال والسياسة: نفوذ جماعات الضغط

رغم تحول آراء الشباب، يظل الدعم المؤسسي لإسرائيل قوياً داخل الحزب بفضل ضغوط جماعات الضغط مثل إيباك، التي تضخ أموالاً هائلة في الانتخابات وتراقب الأصوات في الكونغرس. وكشف النائب توماس ماسي عن وجود “جليسة أطفال من أيباك” لكل عضو جمهوري لمتابعة التزامه بالتصويت المؤيد لإسرائيل.

مستقبل العلاقة بين الجمهوريين وإسرائيل

التحولات الحالية تعكس صعود تيار “أميركا أولاً” داخل الحزب الجمهوري، ومعارضة التدخلات الخارجية، خصوصاً بين جيل ترعرع بعد حروب العراق وأفغانستان، وأصبح أكثر وعياً بتكاليف الحروب الباهظة. ومع تضخم الدين الأميركي إلى أكثر من 37 تريليون دولار، يتزايد النقاش حول جدوى استمرار التمويل بلا قيود لإسرائيل.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى