من موسكو إلى الرياض.. تحالف تاريخي يرسم خريطة التعددية القطبية

أكد خبراء بالشؤون الدولية أن القمة الروسية-العربية المرتقبة تمثل خطوة مهمة لكبح الهيمنة الغربية على النظام العالمي، ومنح الدول العربية مساحة أوسع للمناورة في علاقاتها الدولية.

ووفق وكالة توفستس الروسية، صرح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية حسان الأشمر لـ”ريا نوفوستي” بأن “مجرد انعقاد القمة الروسية – العربية هو أمر إيجابي في ظل المتغيرات الإقليمية، بما في ذلك اشتداد العدوان الإسرائيلي على دول المنطقة، خاصة بعد استهداف قطر، واستمرار العدوان على لبنان وسوريا وغزة. كل هذه العوامل تجعل الدول العربية بحاجة إلى التواصل مع قوى دولية أخرى غير القوى الداعمة لإسرائيل”.

القمة في سياق التحولات الدولية

وأشار الأشمر إلى أن “القمة تأتي في ظل متغيرات دولية تشمل قمة شنغهاي، ودخول الهند في هذا الإطار، إضافة إلى الاتفاق السعودي-الباكستاني الذي يمكن أن يشكل مظلة إسلامية للدول العربية في مواجهة أي عدوان إسرائيلي، خصوصًا على دول الخليج”.

وأضاف: “الطرفان الروسي والعربي بحاجة إلى هذه القمة، فموسكو تسعى لاستكمال التواصل والتحالف مع الهند وكوريا الشمالية والصين، بالإضافة إلى تعزيز علاقاتها مع العالم العربي”.

الأهمية الاقتصادية والسياسية للقمة

وأوضح الأشمر أن “احتضان روسيا لهذه القمة من شأنه دعم موقفها في التغيرات على النظام الدولي والتحول نحو نظام متعدد الأقطاب، بما تتبناه كل من روسيا والصين، مع إمكانيات أوسع للتعاون الاقتصادي، خاصة في ظل العقوبات المستمرة على روسيا وإعادة العمل بسياسة العقوبات ضد إيران”.

من جهته، رأى مدير المؤسسة الوطنية اللبنانية للدراسات والإحصاء، زكريا حمودان، أن “القمة الروسية-العربية المرتقبة في موسكو اكتسبت أهمية استثنائية، كونها الأولى من نوعها بين الجانبين، وتشكل خطوة استراتيجية لتعزيز وتوسيع العلاقات الجيوسياسية بين روسيا والدول العربية”.

فرص المناورة للعالم العربي

وأكد حمودان أن “انعقاد القمة سيطور الحوار مع موسكو، ويمنح العرب ولبنان خصوصًا مساحة أوسع للمناورة في علاقاتهم الدولية، ويحد من حصر أوراق اللعبة بيد العواصم الغربية والهيمنة الأميركية”.

وأضاف: “السياسة الخارجية الروسية التي تعتمد المعاملة الندية والمساواة ومبدأ رابح-رابح، تشجع التعاون والتعامل معها على جميع المستويات الاقتصادية وحتى العسكرية”.

مشاركة رسمية من الرئيس بوتين

وكان قد دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو الماضي، قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، للمشاركة في القمة الروسية-العربية الأولى، المقرر عقدها في 15 أكتوبر المقبل.

لندن – اليوم ميديا

زر الذهاب إلى الأعلى