جثة رهينة تُفجّر خلافًا بين حماس وإسرائيل.. هل ينهار اتفاق ترامب؟

ذكرت وكالة رويترز أن إسرائيل أعلنت مساء الجمعة تسلّم جثة رهينة جديدة من بين المحتجزين في غزة، ضمن اتفاق تبادل إنساني يجري بوساطة دولية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عملية التسليم تمت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، مشيرًا إلى أن الجثة تعود لأحد الرهائن الذين لقوا حتفهم أثناء احتجازهم لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووفقًا لرويترز، تأتي هذه الخطوة وسط خلاف متصاعد حول تأخير تسليم الجثث بموجب اتفاق وقف إطلاق النار القائم بين الطرفين.
الجثة العاشرة من أصل 28 رهينة
أعلنت حماس في بيان رسمي أنها سلّمت جثة أحد الرهائن المتوفين إلى الصليب الأحمر، موضحةً أن التأخير في عمليات التسليم سببه صعوبات فنية تتعلق بالحفر والبحث تحت الأنقاض.
وقالت الحركة إنها تحتاج إلى معدات ثقيلة وآليات هندسية لتحديد أماكن الجثث بدقة.
أما إسرائيل، فأكدت في بيان رسمي أن هذه هي الجثة العاشرة التي تتسلمها تل أبيب من أصل 28 جثة ما تزال محتجزة في غزة، مضيفة أن “الوقت ينفد أمام حماس” للوفاء بالتزاماتها.
من جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحماس – أنها عثرت على جثة جديدة “وسيتم تسليمها عند الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي”، فيما قال مصدر أمني إسرائيلي إن عملية التسليم تمت بعد منتصف الليل عبر الصليب الأحمر.
خلافات تهدد اتفاق وقف إطلاق النار
ألقت قضية الجثث المحتجزة بظلالها على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يشكّل المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، والمكوّنة من 20 بندًا تشمل التهدئة وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة.
وفي مؤتمر صحفي عقد في أنقرة، أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن قلق بلاده من التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، قائلاً:
“هل ستستغل إسرائيل عجز حماس عن العثور على الجثث ذريعة لخرق وقف إطلاق النار؟”
وأضاف أن المجتمع الدولي يشعر بالقلق من احتمال انهيار الاتفاق الهشّ إذا استمرت الاتهامات المتبادلة بين الجانبين.
وسطاء يدعون لتسريع تنفيذ الاتفاق
في وقت سابق من اليوم ذاته، دعت حماس الوسطاء الدوليين إلى الضغط على إسرائيل لاستكمال المراحل التالية من الاتفاق، التي تشمل:
- إعادة فتح المعابر الحدودية
- إدخال المساعدات الإنسانية
- بدء إعادة إعمار غزة
- تشكيل إدارة محلية انتقالية
- استكمال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع
وأشارت رويترز إلى أن القتال توقف إلى حدٍّ كبير في غزة بموجب خطة ترامب للسلام، التي أيدتها مصر وقطر وتركيا ولعبت دور الوساطة في الصفقة.
خلفية الصراع والملفات العالقة
أطلقت حماس في وقت سابق هذا الأسبوع سراح 20 رهينة أحياء من بين المحتجزين لديها منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، وهو الحدث الذي فجّر الحرب الحالية.
وقالت إسرائيل إنها تستعد لإعادة فتح معبر رفح أمام حركة الفلسطينيين، لكنها لم تحدد موعدًا لذلك بعد، وسط تبادل الاتهامات بشأن انتهاك بنود وقف إطلاق النار.
وتبقى نقطتان أساسيتان عالقتان في خطة ترامب:
- نزع سلاح حركة حماس
- تحديد الجهة التي ستتولى الحكم المستقبلي في غزة
ويرى مراقبون أن هاتين القضيتين هما الأكثر حساسية وتعقيدًا، وقد تحددان مصير التسوية النهائية خلال الأسابيع المقبلة.
اتفاق هشّ على حافة الانفجار
يرى محللون أن تسليم الجثث أصبح اختبارًا حقيقيًا لصمود وقف إطلاق النار. فبينما تسعى واشنطن للحفاظ على زخم خطة ترامب، فإن أي إخلال من أحد الطرفين قد يعيد المنطقة إلى مربع التصعيد.
ويشير مراقبون إلى أن التباين بين المواقف التركية والإسرائيلية يزيد المشهد تعقيدًا، في وقت تضغط فيه الدوحة والقاهرة لتثبيت الاتفاق وضمان عدم انهياره.
وفي ظل هذا التوتر، تبقى عملية تسليم جثة رهينة جديدة خطوة رمزية وإنسانية، لكنها في الوقت ذاته تكشف هشاشة التفاهمات الأمنية والسياسية بين إسرائيل وحماس، وتضع خطة ترامب للسلام على المحك بين الأمل بانفراجة والخوف من انفجار جديد في الشرق الأوسط.
لندن – اليوم ميديا