حماس لأميركا: لا نخترق الهدنة.. بل نحرسها من الفوضى

في تصعيد جديد بين حماس وواشنطن، ردّت الحركة على بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي زعم امتلاك “تقارير موثوقة” تشير إلى أن حماس قد تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشن هجمات على مدنيين فلسطينيين.
وأكدت الحركة في بيان رسمي صدر اليوم الأحد أن تلك “المزاعم باطلة ولا أساس لها من الصحة”، مشددة على أنها ترفض الاتهامات الأميركية جملة وتفصيلاً، معتبرة أنها تأتي “في سياق دعم الدعاية الإسرائيلية المضللة وتبرير خروقاتها المتكررة للهدنة”.
وقالت حماس إن “الحقائق على الأرض تكشف العكس تماماً”، مشيرة إلى أن إسرائيل هي من “شكلت وسلّحت وموّلت عصابات إجرامية نفذت عمليات قتل وخطف وسرقة شاحنات مساعدات وسطو على مدنيين فلسطينيين”، مضيفة أن “الاحتلال اعترف عبر مقاطع مصورة وبيانات إعلامية بهذه الجرائم”.
وشددت الحركة على أن أجهزتها الأمنية في غزة “لاحقت هذه العصابات واعتقلت أفرادها وفق آليات قانونية واضحة”، مؤكدة أن الهدف كان “حماية الأمن الداخلي وتنفيذ أحكام القضاء”، وليس خرق الهدنة كما تدّعي واشنطن.
كما حثت حماس الإدارة الأميركية على “لجم الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة” لاتفاق وقف إطلاق النار، بدلاً من تبني “روايات الاحتلال ومزاعمه الكاذبة”، وفق تعبيرها.
وجاء هذا التصريح بعد أن دانت حركة فتح أمس إعدام حماس للأسير السابق هشام الصفطاوي، ووصفت ما جرى بـ”الجريمة البشعة”، في إشارة إلى سلسلة من الإعدامات الميدانية التي نفذتها الحركة خلال الأيام الماضية ضد من قالت إنهم متعاونون مع الجيش الإسرائيلي.
وتداولت وسائل إعلام ومقاطع مصورة منذ العاشر من أكتوبر – بعد دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ – مشاهد لمسلحين ملثمين يرتدون عصابات خضراء يطلقون النار على سبعة رجال وسط أحد شوارع غزة.
ورغم الانتقادات الحقوقية الواسعة، أكدت حماس أكثر من مرة أن تلك الإعدامات “جرت بناءً على أحكام قانونية صادرة عن القضاء الفلسطيني في القطاع”، وأن الهدف منها كان “تطبيق القانون وردع الفوضى”.
وبينما تتزايد الضغوط الدولية للحفاظ على الهدنة الهشة، يبقى المشهد في غزة معقدًا بين اتهامات واشنطن وردود حماس التي تصرّ على أن “من يخرق الهدنة هو الاحتلال الإسرائيلي، لا المقاومة”.
لندن – اليوم ميديا