بوتين يمدّ غصن الزيتون لترامب.. سلام أوكرانيا على طاولة دونيتسك

كشفت تقارير أميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدّم عرضًا مفاجئًا لنظيره الأميركي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية بينهما، يتضمن اقتراحًا بإنهاء الحرب في أوكرانيا مقابل شرط محدد يتعلق بالسيطرة على منطقة دونيتسك شرق البلاد.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين مطلعين على فحوى المكالمة أن بوتين أبدى استعداده لـ تسوية ميدانية مقابل “تخلي كييف عن السيطرة الكاملة على دونيتسك”، معتبرًا أن ذلك سيكون كافيًا لإغلاق ملف الحرب الممتدة منذ أكثر من عامين.
بوتين: دونيتسك مقابل السلام
وأوضح المصدران أن الزعيم الروسي أبدى استعدادًا لتقديم تنازلات جزئية في منطقتي زابوريجيا وخيرسون اللتين يسيطر عليهما جزئيًا، شريطة أن تمنح كييف موسكو السيطرة الكاملة على دونيتسك، وهي المنطقة التي تمثل أهمية رمزية واقتصادية كبيرة في شرق أوكرانيا.
ووصف أحد المسؤولين العرض بأنه “أكثر مرونة” من الطروحات السابقة التي قدمها بوتين في قمة أنكوريج بألاسكا في أغسطس الماضي، مشيرًا إلى أن بعض دوائر البيت الأبيض ترى في العرض “تقدمًا حذرًا نحو التهدئة”.
واشنطن تتريث وكييف ترفض “البيع”
لكن ردود الفعل داخل البيت الأبيض جاءت متباينة. فبينما اعتبر بعض المستشارين أن الخطوة قد تفتح بابًا لإنهاء الحرب، وصفها آخرون بأنها “بيع للأوكرانيين من كيسهم”، في إشارة إلى رفض كييف أي تنازل إقليمي لموسكو.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير: “من غير المرجح أن يقبل الأوكرانيون بهذا العرض. إنهم يرونه مجرد محاولة روسية لشرعنة الاحتلال تحت غطاء السلام”.
ترامب يخطط للقاء بوتين في المجر
في المقابل، أبدى ترامب تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب، مشيرًا إلى أنه يعتزم لقاء بوتين في المجر خلال الأسابيع المقبلة لمواصلة النقاشات حول “حل سياسي عادل ومستدام”.
وأكد الرئيس الأميركي السابق أن بوتين “يسعى إلى السلام”، في لهجة وُصفت بأنها أكثر ليونة من تصريحاته السابقة التي اتسمت بالانتقاد الحاد للكرملين.
أما البيت الأبيض والكرملين، فقد امتنعا عن التعليق على مضمون المكالمة أو تفاصيل العرض الروسي، وسط تكهنات بأن الاتصالات غير الرسمية بين موسكو وترامب قد تعيد خلط أوراق الحرب الأوكرانية في حال فاز الأخير بانتخابات 2026.
خلفيات استراتيجية: دونيتسك مفتاح اللعبة
تُعد دونيتسك قلب المنطقة الصناعية في شرق أوكرانيا، وذات أغلبية ناطقة بالروسية. السيطرة عليها تمثل لموسكو نقطة ارتكاز رمزية في مشروعها لإعادة رسم حدود النفوذ بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
ويرى مراقبون أن تمسك بوتين بها يكشف أن موسكو لن تتراجع عن أهدافها الجوهرية، حتى وإن أبدت انفتاحًا تكتيكيًا على الحلول الدبلوماسية.
لندن – اليوم ميديا