
محمود خليل يتحدث للصحافة بعد إطلاق سراحه من الاحتجاز في لويزيانا (الغارديان)
أُطلق سراح الناشط الفلسطيني وخريج جامعة كولومبيا محمود خليل من مركز احتجاز الهجرة في مدينة جينا بولاية لويزيانا، بعد أن أمضى أكثر من 100 يوم خلف القضبان بسبب نشاطه المعارض للحرب الإسرائيلية على غزة.
وأمر قاضٍ فيدرالي يوم الجمعة بالإفراج الفوري عن خليل، مؤكدًا أنه “لا يُشكّل خطرًا على المجتمع، نقطة على السطر.”
وكان خليل قد اعتُقل في مارس/آذار الماضي من قبل عملاء هجرة بملابس مدنية داخل مبنى جامعته، ليُحتجز لاحقًا في منشأة تابعة لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية. يُعد خليل أبرز الطلاب المعتقلين ضمن حملة إدارة ترامب ضد المؤيدين لفلسطين في الجامعات الأميركية.
وأمام بوابة مركز الاحتجاز، ألقى خليل كلمة قصيرة بحضور عدد من وسائل الإعلام، من بينها صحيفة الغارديان البريطانية، قال فيها:
“مع أن العدالة سادت، إلا أنها تأخرت كثيرًا، وما كان ينبغي أن يستغرق هذا الأمر ثلاثة أشهر. أترك ورائي رجالًا رائعين، أكثر من ألف شخص، في مكان لا يستحقون أن يكونوا فيه.”
وفي رده على مزاعم إدارة ترامب التي اعتبرته “تهديدًا للأمن القومي” بسبب دعمه لفلسطين، قال خليل:
“لقد اختاروا الشخص غير المناسب لهذه المهمة. لا يوجد شخص يستحق الاحتجاز لمجرد احتجاجه على الإبادة الجماعية.”
يُذكر أن خليل لم تُوجه إليه أي تهمة جنائية، وهو متزوج من مواطنة أميركية أنجبت طفلهما الأول أثناء فترة اعتقاله. وكتب في رسالة مؤثرة إلى طفله دين:
“أناضل من أجلك، ومن أجل كل طفل فلسطيني تستحق حياته الأمان والحرية.”
القاضي مايكل فاربيارز، الذي أصدر أمر الإفراج، انتقد الحكومة الأميركية لعدم تقديمها أدلة كافية، واعتبر القانون المستخدم لاحتجازه ذا طابع “غير دستوري على الأرجح”، وهو بند نادر الاستخدام يجيز الترحيل لأسباب تتعلق بالسياسة الخارجية.
وقد احتفل نشطاء حقوقيون ومحامون ونقابات طلابية بقرار الإفراج، فيما قالت زوجته نور عبد الله:
“نستطيع أخيرًا أن نتنفس الصعداء. نحتفل اليوم بعودة محمود إلى عائلتنا الصغيرة.”
بعد أكثر من 90 يومًا من الاحتجاز في منشأة للهجرة بولاية لويزيانا، أُفرج مساء الجمعة عن محمود خليل، الناشط الفلسطيني وخريج جامعة كولومبيا، بعد أن قضى أكثر من ثلاثة أشهر خلف القضبان بسبب مشاركته في احتجاجات مؤيدة لفلسطين ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
حملة منظمة.. واحتجاز بلا تهم
خليل كان من أوائل الطلاب الدوليين الذين اعتُقلوا في حملة قادتها إدارة ترامب ضد النشطاء المؤيدين لفلسطين. ولم توجه له أي تهمة جنائية حتى اليوم، رغم مزاعم معاداة السامية و”الترويج لحماس”، التي لم تقدَّم بشأنها أي أدلة.
أساتذة وطلاب يهود قدموا مرافعات دفاعًا عن خليل، وأشادوا بموقفه الداعي إلى “تحرير الفلسطينيين واليهود معًا”.
ترحيل جماعي.. وحملة تقمع حرية التعبير
أُفرج سابقًا عن ثلاثة طلاب دوليين لأسباب مشابهة، بينما غادر آخرون البلاد بعد بدء إجراءات ترحيلهم. طالبة واحدة لا تزال مختبئة.
وتواصل إدارة ترامب الدفع باتجاه ترحيله لاحقًا، بحجة وجود “حذف” مزعوم في ملف إقامته، وهي ادعاءات دحضها فريق الدفاع.
نور عبد الله: استعدت أنفاسي
في بيان رسمي، قالت نور عبد الله، زوجة خليل:
“أستطيع أن أتنفس مجددًا. نعلم أن هذا الحكم لا يعوّض الظلم الذي تعرضنا له، لكنه بداية لاستعادة حياتنا.”
من جهتها، وصفت منظمة العفو الدولية الإفراج بأنه “متأخر”، ودعت إلى “الامتثال الفوري” للأمر، مشيرة إلى أن الاعتقال كان تصعيدًا خطيرًا ضد حرية التعبير في الولايات المتحدة.
المصدر: وحدة الأخبار – لندن | اليوم ميديا