
أشخاص يتظاهرون ضد الضربات الأمريكية والإسرائيلية على إيران في لوس أنجلوس (الغارديان)
في مقال تحليلي نُشر في صحيفة الغارديان البريطانية، يقدم سينا توسي، الزميل البارز في مركز السياسة الدولية، رؤية نقدية للاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية تجاه إيران، مؤكدًا أن الرهان على القنابل والضغط فشل في إحداث أي تغيير جوهري.
ويشير توسي إلى أن الضربات الأميركية-الإسرائيلية على إيران نهاية الأسبوع الماضي، والتي استهدفت منشآت نووية ومؤسسات سيادية، ليست سوى امتداد لنهج قديم مبني على الإكراه، أثبتت التجربة مرارًا فشله في تغيير سلوك طهران أو إسقاط نظامها.
يقول توسي إن هذه “المناورة” ليست تحولًا استراتيجيًا، بل “محاولة يائسة” لدعم وضع إقليمي هش تقوده إسرائيل، مؤكدًا أن نتنياهو هو من دفع ترامب إلى التصعيد الذي لطالما سعى إليه.
ويضيف أن الرد الإيراني السريع، واختراق الصواريخ لدفاعات إسرائيل، وإخلاء منشأة فوردو الحساسة قبل القصف، كلها مؤشرات على استعداد إيران وتفوقها الاستخباراتي، وأنه لا حل عسكريًا للملف النووي الإيراني.
وهم تغيير النظام
المقال يسلط الضوء على فشل الضربات في إثارة أي انتفاضة شعبية في الداخل الإيراني. بل على العكس، يرى توسي أن الإيرانيين، رغم اختلافاتهم، توحدوا في لحظة وطنية للدفاع عن السيادة، وليس بالضرورة عن النظام.
ويصف محاولة دعم نجل الشاه، رضا بهلوي، بأنها “مفصولة عن الواقع”، وأنها زادت من هشاشة مشروع تغيير النظام بدلًا من تقويته.
الدبلوماسية أم الانهيار؟
ينتقد توسي اعتماد إدارة ترامب على الإكراه ويعتبره “بلغ مداه”، مشيرًا إلى أن بعض مستشاري ترامب، مثل نائبه جيه دي فانس، بدأوا يلمحون إلى العودة للمفاوضات – وهو ما يراه توسي اعترافًا ضمنيًا بالفشل.
ويؤكد الكاتب أن إيران لم تسعَ لامتلاك السلاح النووي بقدر ما سعت لاستخدام برنامجها كورقة تفاوضية وردع، مذكرًا بالمرونة التي أبدتها طهران خلال الاتفاق النووي لعام 2015.
إسرائيل: عبء لا حليف
من النقاط الأكثر إثارة في المقال، اعتبار توسي أن إسرائيل – في ظل حكومة نتنياهو الحالية – تحولت من حليف استراتيجي إلى عبء على واشنطن، تدفعها إلى صراعات لا تخدم مصالحها، وتُضعف موقعها عالميًا.
ويختتم سينا توسي مقاله بالتأكيد أن الشرق الأوسط لا يمكن إعادة تشكيله بالقنابل، بل عبر رؤية استراتيجية واقعية تعطي الأولوية للتوازن على حساب الهيمنة والعنف.
لندن- اليوم ميديا – ترجمة خاصة