
ياسمين أنصاري تتحدث في واشنطن العاصمة
تُقدّم النائبة الديمقراطية عن ولاية أريزونا، ياسمين أنصاري، رؤية شخصية غير مألوفة في خضم العلاقات الأميركية المتوترة مع إيران. فهي ابنة والدين إيرانيين فرّا من طهران؛ والدها غادر كطالب في السبعينيات ولم يعد بعد ثورة 1979، ووالدتها هربت عام 1981 من القيود المفروضة على النساء بعد صعود النظام الجديد.
نشأت ياسمين في بيئة مشبعة بتعقيدات السياسة الإيرانية والعلاقة المتقلبة بين طهران وواشنطن، مما منحها رؤية مختلفة في النقاشات حول الضربات العسكرية، والعقوبات، والدبلوماسية.
بعد 12 يومًا من التوتر، بلغ التصعيد ذروته حين شنت الولايات المتحدة غارات مباشرة على منشآت نووية إيرانية، لتجد أنصاري نفسها محاصرة بين الدعوات المتشددة لإسقاط النظام الإيراني والمخاوف من تعزيز سلطته الاستبدادية.
وحين سُئلت عن كيفية تعاملها مع النقاشات السياسية داخل الكونغرس بشأن إيران، خصوصًا في ظل تصاعد لغة الحرب، قالت:
“أنا لا أدرس هذا الملف سياسيًا فقط، بل عشت تفاصيله منذ الطفولة. لدي شهادة ثانوية في الدراسات الإيرانية، وأتحدث الفارسية، وكتبت أطروحتي الجامعية حول قدرة إيران على الوصول إلى القنبلة النووية. لذلك، لدي فهم عميق للتاريخ والسياسة المعقدة التي سبقت وما زالت تحكم العلاقة مع إيران”.
وانتقدت بشدة الضربات الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، معتبرة أن ترامب لم يُقدم أدلة استخباراتية مقنعة، ولم يستشر الكونغرس، مشيرة إلى أن الانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي (JCPOA) عام 2018 هو الذي قاد إلى هذا التصعيد، واصفة قراره بـ”الخطأ الفادح”، وفق تقرير نشرته صحيفة (الغارديان) البريطيانية.
وعن التقرير الذي نشرته CNN حول عرض سري يتمثل في تمويل خليجي لبرنامج نووي مدني في إيران بقيمة 20 إلى 30 مليار دولار مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، قالت أنصاري:
“لا أعرف تفاصيل الاقتراح، لكنني أتفهم دلالاته. أعتقد أن أفعال ترامب لم تضر فقط بمصالح أميركا الدبلوماسية، بل منحت النظام الإيراني ذريعة لتصعيد قمعه الداخلي. لقد شهدنا حملات اعتقال جماعية، وقطعًا متكررًا للإنترنت، وسجونًا مليئة بالعلماء والمعارضين. ما يحدث مأساة بكل معنى الكلمة”.
وتحذر النائبة من أن التدخل العسكري أو محاولة تغيير النظام بالقوة سيكونان كارثيين، مشيرة إلى جماعات مثل “مجاهدي خلق” التي وصفتها بـ”الطائفة السياسية” والتي تحاول فرض نفسها كبديل مدعوم من بعض الشخصيات الأميركية، رغم سجلها المقلق.
وعند سؤالها عن الجالية الإيرانية في أميركا، أكدت أن أغلبهم يعارضون النظام، لكن تختلف وجهات النظر حول كيفية التعامل معه. وأضافت أن ذكريات الانقلاب الأميركي البريطاني في 1953 على رئيس الوزراء المنتخب مصدق ما زالت محفورة في وجدان الإيرانيين، وأن الحل لا يكون بالقنابل، بل بالدعم الذكي للشعب الإيراني.
وتختم بالقول:
“على الولايات المتحدة أن تدعم حرية الإيرانيين، لا أن تُعزز سلطة القمع باسم الأمن القومي. لا نريد تكرار كوارث العراق وأفغانستان من جديد.”
وحدة الترجمة – لندن – اليوم ميديا