image

إصابة سفينة في البحر الأحمر في أغسطس 2024

في حادثة أعادت إلى الأذهان مشاهد التصعيد البحري في 2019، تعرضت سفينة شحن ترفع علم ليبيريا لهجوم مزدوج بطائرات مسيّرة وزوارق مسلحة على بعد نحو 49 ميلاً بحرياً جنوب غرب ميناء الحديدة اليمني، ما أسفر عن إصابة اثنين من طاقمها وفقدان اثنين آخرين، وفق ما أعلنته شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري.

وأكدت الشركة أن الهجوم أدى إلى تعطل محركات السفينة وبدء انجرافها في عرض البحر، دون أن تُفصح عن اسمها. لاحقًا، كشفت وكالة “رويترز” أن السفينة المستهدفة هي “إتيرنيتي سي”، التي تديرها شركة يونانية وتضم على متنها حراس أمن مسلحين.

تصعيد بحري جديد.. والحوثيون في دائرة الشبهات

الهجوم وقع في منطقة تشهد توترًا متزايدًا منذ أسابيع، حيث أطلقت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، عدة تهديدات ضد السفن المرتبطة بدول تدعم إسرائيل في حربها الجارية على غزة.

ورغم عدم تبني الحوثيين الهجوم رسميًا، إلا أن وسائل إعلام تابعة لهم ألمحت إلى الحادث، بينما أكدت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وقوع الهجوم، محذّرة السفن من الاقتراب دون توخي الحذر.

وأشارت الهيئة إلى استخدام “عدة قذائف صاروخية أطلقت من مركب صغير”، في تكتيك مشابه لهجمات سابقة نفذتها الميليشيا الحوثية في نفس النطاق البحري.

رأي خبير غربي: البحر الأحمر على شفا انفجار

د. مارك أندروز، خبير في الأمن البحري في “المعهد الملكي للدراسات الدفاعية” في لندن، صرّح لـ”Today Media”:

“الهجوم يُظهر نمطًا واضحًا من التصعيد المدروس، ويبدو أن الحوثيين يستخدمون البحر الأحمر كورقة ضغط إقليمية. أي هجوم على الملاحة الدولية قد يبرر تدخلًا دوليًا أكثر صرامة، وربما عودة قوات متعددة الجنسيات لحماية الممرات التجارية.”

ارتباك في الاتصالات.. وقلق دولي متصاعد

قالت الشركة المالكة للسفينة إن قمرة القيادة تضررت في الهجوم، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات مع الطاقم. بينما أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها “على علم بالحادثة”، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

ويأتي هذا الحادث في ظل تزايد التوتر في المنطقة، وتزامنًا مع مفاوضات سياسية في قطر بشأن غزة، ما يُثير الشكوك حول نية بعض الأطراف توسيع رقعة التصعيد.

لندن – اليوم ميديا