
الأنقاض التي خلّفتها غارة جوية إسرائيلية على النبطية، لبنان (الغارديان)
تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط مع إعلان خطة جديدة تقودها الولايات المتحدة تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة عبر نزع سلاح حزب الله، وتقديم لبنان كمنطقة تسليم لإسرائيل دون مقاومة فعلية. أرسلت واشنطن الملياردير اللبناني الأمريكي توم باراك، المبعوث الخاص إلى لبنان وسوريا، إلى بيروت بمهمة حساسة تتعلق بفرض خطة نزع السلاح تحت ذريعة السلام الإقليمي
إعادة رسم حدود المنطقة تحت غطاء السلام
يشير تقرير حديث إلى أن الاتفاقيات الاستعمارية القديمة مثل سايكس-بيكو قد انتهت، لكن الولايات المتحدة تنوي رسم خرائط جديدة تكرس التوسع الإسرائيلي في المنطقة على حساب سيادة لبنان وسوريا. وتُعتبر خطة باراك خطوة مركزية في هذا المخطط، حيث تستهدف تفكيك محور المقاومة عبر الضغط السياسي والعسكري على حزب الله.
تفاصيل خطة نزع السلاح الأمريكية
تقوم خطة باراك على ثلاثة محاور رئيسية:
- احتكار جميع الأسلحة تحت سلطة الدولة اللبنانية.
- تنفيذ إصلاحات اقتصادية مشددة، تشمل مراقبة الحدود ومكافحة التهريب.
- إعادة تشكيل العلاقات مع سوريا عبر ترسيم الحدود وتوسيع التبادل التجاري.
ورغم تأكيد السلطات اللبنانية على ضرورة مراعاة الانتهاكات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، إلا أن الخطة الأمريكية تضع شروطًا صارمة لا تتضمن ضمانات لوقف الاعتداءات أو إطلاق سراح الأسرى.
ضغوط متزايدة واستراتيجية “فرق تسد”
تعكس الحملة الأمريكية الإسرائيلية الحالية محاولة لإضعاف حزب الله سياسياً وعسكرياً، متجاهلة هشاشة لبنان السياسية والاقتصادية. وتستهدف الخطة تفكيك وحدة الطوائف اللبنانية عبر خلق توترات طائفية مستغلة ضعف مؤسسات الدولة، مما قد يؤدي إلى صراعات داخلية وانقسام جغرافي تحت ذريعة الإصلاح.
المخاطر المستقبلية وتأثير الخطة على لبنان
يرى محللون أن فشل لبنان في مواجهة هذه الضغوط قد يؤدي إلى هجوم إسرائيلي واسع النطاق أو صراع أهلي مصطنع يُضعف الجبهة الداخلية، ويُسهل لجهات محلية داعمة لتل أبيب تنسيق أعمالها بشكل مباشر مع الاحتلال. كما يغفل المقترح قضية اللاجئين الفلسطينيين وأمن الحدود، مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويعمق الانقسام الوطني.
خاتمة
تشكل هذه الخطة تحديًا وجوديًا للبنان الذي يواجه خيارًا صعبًا بين الاستسلام للإملاءات الأجنبية أو تعزيز مقاومته للدفاع عن سيادته. ويظل المستقبل معتمدًا على قدرة الجبهة الوطنية الموحدة للحفاظ على تماسك الدولة وحمايتها من المحاولات الإقليمية لتقسيمها.
لندن – اليوم ميديا