
مركبات عسكرية تحمل صاروخًا باليستيًا فرط صوتي من طراز DF-17 في عرض عسكري في بكين في أكتوبر 2019.
في تطور عسكري هام، كشفت مصادر موثوقة في تقرير نشرته نشرة “ميدل إيست آي” البريطانية أن إيران تلقت بطاريات صواريخ أرض-جو متطورة من الصين، وذلك بعد هدنة استمرت 12 يوماً في النزاع المسلح مع إسرائيل.
هذه الخطوة تمثل تحركًا سريعًا من طهران لإعادة بناء وتعزيز قدراتها الدفاعية التي تعرضت لضربات مكثفة خلال الحرب الأخيرة.
تعزيز الدفاعات الجوية الإيرانية بالصواريخ الصينية
وفقًا للتقارير، تمت تسليم بطاريات صواريخ أرض-جو صينية لإيران عقب وقف إطلاق النار، وتعمل طهران على تثبيت هذه الأنظمة بشكل عاجل ضمن ترسانتها الدفاعية. وتشير المصادر إلى أن هذه الصواريخ تأتي ضمن صفقة مدفوعة النفط بين الصين وإيران، حيث ازدادت صادرات النفط الإيراني إلى بكين بشكل ملحوظ في يونيو 2025.
تأتي هذه المنظومات الصينية لتعزيز دفاعات إيران التي تعتمد بشكل أساسي على أنظمة محلية مثل خردة وبافار 373، حيث تمتلك طهران نسخة مطورة من منظومة روسية (إس 300) إضافة إلى بعض الأنظمة الصينية القديمة.
تصاعد التوترات الإقليمية ومخاوف حلفاء واشنطن في الخليج
الجهود الإيرانية لتعزيز دفاعاتها الجوية تثير قلقًا متزايدًا بين حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج، حيث تم إبلاغ البيت الأبيض بهذه التطورات. التوترات بين طهران وتل أبيب ما زالت مشتعلة مع استعداد إسرائيل لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة ضد المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، خاصة في ظل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي تؤكد عدم اعتماد إسرائيل على وقف إطلاق النار الحالي.
الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل: واقع ومآلات
خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية عشرات الطائرات بدون طيار الإسرائيلية، بينما نفت طهران الأنباء التي تتحدث عن إسقاط طائرات مقاتلة إسرائيلية. من جانبها، نفذت إسرائيل ضربات مكثفة على مواقع دفاعية وصاروخية إيرانية، لكنها لم تنجح في منع إطلاق الصواريخ الإيرانية التي تسببت في دمار واسع في الأراضي الإسرائيلية.
التحديات المستقبلية وخطة إسرائيل الجديدة
وزير الدفاع الإسرائيلي أكد أن إسرائيل بصدد وضع خطة عسكرية جديدة تركز على “الحفاظ على التفوق الجوي” ومنع التقدم النووي الإيراني، بالإضافة إلى الرد على الدعم الإيراني لما وصفه بـ”النشاط الإرهابي ضد إسرائيل”. هذه الخطة، التي تحمل اسم “الأسد الصاعد”، تمثل تحولا في السياسة الإسرائيلية بعد أحداث 7 أكتوبر، وتأتي وسط توقعات بتصعيد عسكري محتمل في المنطقة.
الخلاصة
الصفقة الصينية الإيرانية لتزويد طهران بصواريخ أرض-جو تُظهر بوضوح محاولات إيران لتعزيز منظوماتها الدفاعية في ظل استمرار التوتر مع إسرائيل وتحولات إقليمية معقدة. هذا التحرك يأتي في سياق ترقب دولي دقيق، وسط مخاوف من تجدد الصراع الذي قد يؤثر بشكل كبير على استقرار الشرق الأوسط.
لندن – اليوم ميديا