image

لحظة غرق سفينة في البحر الأحمر،

تشهد منطقة الخليج العربي تحولات جذرية في موازين القوى والتحالفات الإقليمية، تأثرت بشكل مباشر بالحروب والنزاعات في سوريا واليمن وسودان، بالإضافة إلى الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الأخير. هذه التغيرات تعيد رسم خارطة السياسة الخارجية لدول الخليج، وتفرض واقعًا جديدًا على الأمن والاستقرار الإقليمي.

تحولات في المواقف الخليجية: من التبعية إلى الاستقلالية

شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في الدور العسكري والسياسي الأميركي بالشرق الأوسط، مما دفع دول الخليج إلى البحث عن سياسات خارجية أكثر استقلالية وفعالية. السعودية والإمارات وقطر وباقي دول مجلس التعاون استثمرت في تنمية اقتصادية واجتماعية ضخمة، لكنها تواجه تحديات أمنية معقدة، أبرزها التنافس مع إيران وتداعيات الحروب الأهلية في المنطقة.

السعودية والإمارات: شراكة متوترة ومصالح متباينة

رغم التحالف التقليدي ضد النفوذ الإيراني، تختلف السعودية والإمارات في أولوياتهما السياسية، خاصة في سوريا. الإمارات اتجهت نحو دعم استقرار نظام الأسد والتقارب معه، بينما استمرت السعودية بدعم فصائل المعارضة، خصوصًا الجماعات السلفية. هذه الخلافات تعكس تحولات أوسع في السياسة الخارجية لكل من البلدين.

الحروب الأهلية كمعبر لاختبار السياسات

  • سوريا: تعد الساحة الأبرز التي تجسد الاختلافات السعودية-الإماراتية، مع إعادة تأهيل الأسد قبل سقوطه وعودته إلى الجامعة العربية رغم تحفظات الرياض السابقة.
  • اليمن: حيث تدخلت الإمارات والسعودية بشكل مختلف، مع دعم الإمارات لقوى محلية متباينة عن الدعم السعودي.
  • السودان: أظهر التدخل الخليجي تنوعًا في الأهداف، حيث تسعى كل دولة لتعزيز نفوذها وفق مصالحها الخاصة في مواجهة دور إيران والإخوان المسلمين.

انعكاسات التحولات على الأمن والاستقرار الخليجي

مع هذه التغيرات، يواجه الخليج تحديات كبرى تتمثل في:

  • إعادة تقييم التحالفات الإقليمية والدولية.
  • بناء ترتيبات أمنية جديدة أكثر تناسبًا مع الواقع الإقليمي.
  • التوازن بين المصالح الاقتصادية والتحديات السياسية المتشابكة.

مستقبل الخليج بين الاستقرار وعدم اليقين

تأتي هذه الديناميات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات عميقة، وسط تقاطعات مصالح متشابكة بين القوى الإقليمية والدولية. يُتوقع أن تستمر المنافسات بين السعودية والإمارات ضمن إطار سياسي أوسع، بينما يتطلب تحقيق الاستقرار الإقليمي مزيدًا من التنسيق والتفاهم بين الدول الخليجية، مع مراعاة تأثيرات الحروب الأهلية المجاورة.

خلاصة

الرمال المتحركة التي تجتاح الخليج تعكس صراعات مصالح وتحولات استراتيجية حاسمة. في ظل هذه المتغيرات، تحتاج دول الخليج إلى إعادة صياغة سياساتها لتضمن أمنها واستقرارها، مع ضرورة التكيف مع التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المنطقة.

لندن – اليوم ميديا